دليلك لإنشاء مصنع ناجح

إليك خطوات إنشاء مصنع والتي تم تقسيمها على ثلاث فئات أو مراحل: (١) دراسة المشروع، (٢) مهام تأسيسية يقوم بها مالك المشروع، (٣) مهام تأسيسية تقوم بها الإدارة التنفيذية لضمان جاهزية المصنع للتشغيل، فيما يلي شرحاً لتلك الخطوات:

أولاً- دراسة المشروع

تتضمن هذه المرحلة دراسة ملف الفرصة الاستثمارية للوقوف على فكرة المشروع، ودراسة ما قبل الجدوى (وهي مرحلة اختيارية ليس بالضرورة القيام بها لكن يفضل تنفيذها لتقليل فرص الخسائر والفشل)، وأخيراً دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع.

دراسة ملف الفرصة الاستثمارية

تبدأ دراسة الجدوى لأي مشروع بالتعريف في الفرصة الاستثمارية الأكثر جاذبية للتطبيق بالسوق وتحليل مقومات نجاحها، وتتضمن دراسة الفرصة الاستثمارية معلومات أساسية عن الفرصة الاستثمارية ونتائج تقييم السوق وتحديد المشكلة والحل أو المنتج ومنظومة القيم الابتكارية للحل والمبررات وشريحة العملاء المستهدفين وتقدير حجم السوق المستهدف والطلب المحتمل، إضافة إلى الإشارة إلى أهم العوامل المؤثرة الخارجية. يعد راعي المشروع أو المستثمر ملف التعريف بالفرصة الاستثمارية من خلال تقييم البيئة الخارجية للمشروع وعوامل السوق والبيئة الداخلية للمستثمر نفسه لاكتشاف الأفكار والفرص الواعدة. تشمل دراسة بيئة الأعمال الخارجية للمشروع تقييم التغيرات والنتائج المحتملة عنها لكل من المتغيرات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والتكنولوجية والتشريعية والبيئية. تنجم عن دراسة البيئة الخارجية للمشروع عدد من الأفكار لفرص استثمارية والتي هي تمثل عوائق أو مصاعب أو تحديات يواجها الأفراد والعملاء والمؤسسات وتتطلب حلا سريعا لها. بينما تهدف دراسة البيئة الداخلية للمشروع والتي عادة ما تخص المستثمر نفسه إلى تحديد نقاط القوة والمزايا النسبية والفرص الواعدة. كما تعتبر دراسة السوق العمود الفقري لدراسة أي فرصة استثمارية وتتضمن فهم سلوك العملاء ووصفهم والمزيج التسويقي والمنافسة والتعرف على الطاقات الإنتاجية المحلية وهيكل الواردات واكتشاف الفرص الاستثمارية الواعدة. تحدد الفرصة الاستثمارية حلاً لتحدي كبير يؤثر على سلوك ونمط عيش وقرارات شريحة من الأفراد أو المؤسسات ويمكن اكتشافها من خلال دراسة بيئة الأعمال الخارجية والداخلية للمستثمر والسوق. لإعداد ملف للفرصة الاستثمارية، يدرس الباحث السوق المستهدف والبيئة الخارجية للمشروع ويجري مقابلات مكثفة مع العملاء المحتملين والموردين والمستثمرين والبنوك والخبراء لجمع معلومات وتحليلها وصولا لاستخلاص قائمة أولية لأفكار فرص واعدة. كما تهدف دراسة الفرصة الاستثمارية إلى التعريف بالفرصة الاستثمارية ومبررات نجاحها وتعريف نطاق عملها لاستكمال دراسة الجدوى التفصيلية، كما يساعد ملف الفرصة الاستثمارية إلى حشد التأييد بين أصحاب المصلحة للمشروع وجمع التمويل لاستكمال دراسات الجدوى. لا يتضمن ملف الفرصة الاستثمارية بالضرورة بيانات مالية وفنية وتسويقية محددة، لأنها تعتزم تسليط الضوء على الجوانب الرئيسية للفرصة الصناعية وتحديد المشكلة والحل ونطاق العمل لمزيد من الدراسات. كما يعد المستثمرون ورعاة المشروع دراسة الفرصة الاستثمارية بغية التوصل إلى معلومات أولية سريعة ومفيدة وغير مكلفة لبعض الحقائق التجارية حول إمكانية الاستثمار بفرصة معينة.

دراسة ما قبل الجدوى الاقتصادية والفنية

إنها دراسة موسعة لفرصة استثمارية وتعمل كمرحلة وسيطة بين دراسة الفرصة الاستثمارية ودراسة الجدوى التفصيلية. إن ما يفرق دراسة ما قبل الجدوى عن دراسة الجدوى هو نطاق التفاصيل بالمعلومات والعمق في التحليل ودرجة الثقة بتوصيات الدراسة. تصف دراسة ما قبل الجدوى جميع مكونات دراسة الجدوى ولكن بتفاصيل أقل وتشمل تقييم السوق وبلورة فكرة المشروع واستراتيجية التسويق والدراسة الفنية والمالية. عادة ما يعد المستثمرون دراسة ما قبل الجدوى للتأكد من جدوى المشروع الأولية وحشد التأييد والبحث على تمويل إضافي لتمويل دراسة الجدوى التفصيلية وتبرير إجراء دراسة الجدوى.

دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية

هي دراسة تفصيلية تختبر ملف فكرة أي مشروع وتوفر جميع البيانات التفصيلية اللازمة لاتخاذ قرار الاستثمار. توفر دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية معلومات كافية وعميقة بشأن اختبار السوق للتأكد من قبول العملاء للمزيج التسويقي للمشروع، والاختبار الفني للتأكد من إمكانية المشروع في تصنيع المنتج وفقا للمواصفات الموعودة، واختبار الربحية للتأكد من جدوى المشروع المالية واستدامته. لذا تتضمن دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروع كل من دراسة السوق والدراسة الفنية والدراسة المالية وخطة التنفيذ. فتجيب دراسة السوق على سؤال مركزي هو هل يوجد قبول من العملاء لشراء منتجات المشروع أم لا وما هي استراتيجية التسويق للمشروع، أي أن دراسة السوق تبحث مستوي الطلب الفعال على منتجات المشروع ومؤثراته، بينما تجيب الدراسة الفنية على سؤال هل بإمكان المشروع ترجمة الحل المقترح ومواصفاته الموعودة إلى منتج وقيم مبتكرة يقبلها جمهور المستهلكين وخطة صناعة القيم المبتكرة، بينما تجيب الدراسة المالية على السؤال وهو هل بإمكان المشروع بيع المنتجات وتحقيق أرباح وفوائض مالية كافية واستدامه أو لا وكيف. وبناء على ذلك، تقدم أي دراسة جدوى معلومات وتفاصيل مهمة حول تحديد فكرة المشروع السوقية واستراتيجية التسويق والدراسة الفنية والمالية للمشروع والتوصية بأفضل طريقة ممكنة لتنفيذ واستدامة المشروع. تبدأ دراسة الجدوى التفصيلية بدراسة وإكمال واختبار فكرة المشروع التي يتم تحديدها أساسا في دراسة الفرصة الاستثمارية ودراسة ما قبل الجدوى ثم تتبعها تقيم وتحليل معمق للسوق المستهدف ومكوناته لإعداد استراتيجية تسويق فذة. تشتمل استراتيجية التسويق على ثلاثة أجزاء رئيسية هي جمع معلومات حول فكرة المشروع وإكمالها والجزء الثاني هو صياغة الاستراتيجية التسويقية والتي تشمل الأهداف والمبادرات وخطة التنفيذ ومؤشرات الأداء المعتمدة وتحديد فئة العملاء المستهدفين والسوق المستهدف والمنافسة والموقف التنافسي والجزء الثالث هو معلومات كمية عن المبيعات المستهدفة والمزيج التسويقي للمشروع. بعد تقييم السوق وإعداد استراتيجية التسويق، يلي ذلك إعداد الدراسة الفنية للمشروع والتي تتضمن اختيار موقع للمشروع وبيان مواصفات وكميات المواد الخام ومستلزمات المصنع والاستثمار بتكنولوجيا التصنيع وأنظمة الإنتاج ومراقبة الجودة والتحكم وتخطيط القوى العاملة وتحسين القدرة الإنتاجية والكفاءة لتلبية طلبات العملاء. ثم يلي ذلك إعداد الدراسة المالية للمشروع والتي تتضمن صياغة الفرضيات وتحديد المصاريف المباشرة وغير المباشرة والتنبؤ بالمبيعات والأرباح والتدفقات المالية وتحليل الأداء المالي للمشروع وقياس جدواه المالية والتثبت منها. كما تحدد دراسة الجدوى أيضًا المخاطر التجارية والاستثمارية المحتملة للمشروع وتحلل فرص حدوثها وتأثيرها على نتائج المشروع واقتراح سياسة فعالة لإدارة المخاطر المحتملة والتخفيف من أثارها. إلى جانب ذلك، تقييم دراسة الجدوى أثر المشروع على الاقتصاد وتعد خطة تنفيذية لتنفيذ المشروع. فيما يلي وصف لمكونات دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية.

ثانياً- مهام تأسيسية ينفذها مالك المصنع

يلعب مالك المؤسسة الصناعية دورا هاماً في تأسيس وتمويل المشروع، ويشرف على صياغة المهمة، والرؤية، والأهداف العامة، وإنشاء نظام أداري لحوكمة المؤسسة، وتشكيل لجنة استشارية إدارية تساعده في إدارة المؤسسة، وكذلك تعين الإدارة التنفيذية وترخيص المؤسسة. فيما يلي وصفاً لمهام مالك المصنع:

صياغة مهمة ورؤية وأهداف المصنع

إن صياغة المهمة والرؤية والأهداف هي ضرورية لتحديد نشاط، ومبررات وجود المؤسسة، وأهدافها، وكذلك لخدمة المستفيدين وأصحاب المصلحة. توضح المهمة تفاصيل تعريفيه مهمة عن المؤسسة متمثلة بالنشاط، والمكان، والملكية، وطريقة الأداء، وتلبية احتياجات الفئة المستفيدة، وأسباب وجود المؤسسة، ومنتجات وخدمات المؤسسة، وفلسفة الإدارة في إدارة المؤسسة وتحقيق أهدافها. الرؤية هي حلم بعيد الأمد، يأمل مالك المؤسسة تحقيقه. الأهداف هي المقاصد العامة التي تسعي المؤسسة لتحقيقها.

إنشاء نظام الحوكمة

نظام الحوكمة هو نظام مكتوب ورسمي يضم قواعد وإجراءات إدارية لتنظيم سير العمل ومراقبته والتحكم فيه بالمؤسسة بعيدا عن أي تدخل فردي. يهدف نظام الحوكمة في أي مؤسسة الي تحديد المسؤوليات والصلاحيات للمستويات الإدارية بالمؤسسة بما في ذلك جمهور المساهمين ومجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والإدارة الوسطي وباقي الموظفين، وكذلك القضاء على أي تضارب في المصالح ما بين تلك المستويات. وعليه تعد وثائق نظام الحوكمه وتعتمد من أعلي سلطه بالمؤسسة، وتكتب بوضوح ويتم مراجعتها بانتظام لضمان قابليتها للتطبيق، والتأكد من ملاءمتها وموثوقيتها، كما تتضمن تحديدا للمسؤوليات والصلاحيات لمجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، والوسطي، بوضوح وأن يتم تعيين مدقق خارجي من قبل المساهمين لضمان تنفيذ نظام الحوكمة المعتمدة. كما يتضمن نظام الحوكمة أيضا توثيق نظام التشغيل الإداري بالمؤسسة بما في ذلك السياسات، والإجراءات، واستمارات، وتعليمات العمل، ولتشمل كافة أنشطة المؤسسة مثل إدارة الافراد، والتسويق والمبيعات، والمصنع، والمالية. كما يتوجب وفقا لنظام الحوكمة تعيين الإدارة والموظفين وفقًا لنظام إداري موثق وعقد عمل معتمدة يوضح فيها واجبات وصلاحيات وحقوق الموظف والإدارة. كما يحدد النظام الإداري في المؤسسة أليات قياس الأداء والنتائج وتقيمها والتحكم فيها وفقا لاستراتيجية المؤسسة وخطط أعمالها.

تشكيل لجنة استشارية

في ظل ظروف المنافسة الشديدة بين المؤسسات والتطورات التكنولوجية المتسارعة، يُنصح وبشدة أصحاب الأعمال التماس المشورة من الخبراء والتي يكون لها أكبر الأثر في التخطيط وتفادي العقبات وحل التحديات واتخاذ القرارات السليمة. لهذه الأسباب، يسعي أصحاب الأعمال الناجحين الي تشكيل لجنة استشارية لدعم أعمالهم، ويمكنهم إنشاء مثل هذه اللجنة الاستشارية من علاقاتهم وشبكاتهم المهنية وبحيث تضم أعضاء من ذوي الخبرة الإدارية والمالية والفنية بنشاط مؤسساتهم. يعتمد أعضاء اللجنة الاستشارية وخلفياتهم المهنية على احتياجات عمل مؤسستك. على سبيل المثال، لإنشاء مصنع لتحويل الورق في سوق المملكة المتحدة، بإمكانك البحث عن مستشارين من ذوي الخبرة القوية في تكنولوجيا صناعة الورق والسوق والمبيعات والتمويل والقانون والقيادة. كما يتعين عليك توقيع عقود عمل مع أعضاء اللجنة الاستشارية وتحديد واجباتهم ومكافآتهم إن وجدت وذلك قبل التعيين، كما يجب على كل مستشار توقيع اتفاقيات عدم الإفصاح وتضارب المصالح قبل بدء الخدمة في المؤسسة. يشمل دور أي مستشار تقديم المشورة بشأن الأعمال والخطط الاستراتيجية واتخاذ القرارات، علما بأن دور هذه اللجنة الاستشاري هو تقديم النصح والإرشاد وغير ملزم لمالك المؤسسة. سيقوم مالك المؤسسة بتشكيل هذه اللجنة عندما يتم تطوير فكرة المشروع للحصول على المشورة بشأن المهمة والرؤية والخطة الاستراتيجية واختبار المنتج في السوق والمواضيع القانونية والتكنولوجيا وإدارة الأعمال.

تعيين الإدارة التنفيذية

إن تعيين مدير عام للمصنع هو أمرًاً مهمًاً لإدارة المؤسسة بشكل احترافي وبمعزل عن المالكين، كما يسعي المدير العام وفريق عمله الي تحويل مهمة ورؤية المالك واستراتيجيته إلى أنشطة يومية وبرامج عمل ناجحة. يُعين مالك المؤسسة المدير العام اعتمادًاً على طبيعة العمل ومتطلباته، كما يجب صياغة الوصف الوظيفي لمدير عام المؤسسة قبل البحث عن شاغلي الوظيفة، ويحدد الوصف الوظيفي المسئوليات، والصلاحيات، والمؤهلات، والخبرات، والمهارات اللازمة لشغل هذه الوظيفة.  ويجب أن يظهر أي مرشح لهذه الوظيفة خبراته المماثلة ومؤهلاته المطلوبة لإدارة المؤسسة الجديدة. يُوصى أن يمتلك المدير العام للمؤسسة الصناعية على الأقل مهارات القيادة، والتخطيط، والإدارة المالية، والتسويق والمبيعات، وقيادة الفرق، وإدارة العمليات. إلى جانب ذلك، يجب أن يظهر المرشح لشغل وظيفة المدير العام سجلاً للخبرة في المهارات الناعمة بما في ذلك مهارات الاتصال، وحل المشكلات، وإدارة الوقت، والتفكير النقدي، وتنظيم الأعمال، وإدارة المشاريع، وصنع القرار، والقدرة على التكيف، والمرونة، والقيادة. وكذلك يجب أن يظهر المرشحون الخبرة المماثلة في إدارة المؤسسات الصناعية وسجل الإدارة الناجح للأعمال والإنجازات المماثلة. تتضمن إجراءات التوظيف إعداد الوصف الوظيفي، والإعلان عن الوظيفة، وتقييم الطلبات، وترشيح المناسب منها، وتحديد معايير الاختيار، وإجراء المقابلات، والاختيار، وتوقيع عقد العمل والتعين. يُوصى أن يتضمن عقد العمل معلومات محددة عن المسؤوليات، والصلاحيات، والأهداف، والراتب والمزايا المادية وغير المادية الاخرى. كما تتضمن عملية المقابلة الوظيفية تحديد مسبق لمعايير المقابلة، وقيادة المالك أو من يمثله المقابلة الشخصية للمرشحين، كما يمكن أن تكون هذه المقابلة وجهاً لوجه، أو عن بعد، أو باستخدام تقنيات التقييم الأخرى، التي يفضل أن يشارك فيها ما لا يقل عن ثلاثة من المقيمين. على أن يتم اتخاذ قرار التعيين النهائي من قبل المالك وبناءً على توصية لجنة المقابلة. عند تعيين مدير عام، يوقع المالك ومرشح المدير العام عقد عمل توضح فيها المسؤوليات، والصلاحيات، والواجبات الأساسية، وقنوات الاتصالات، والأهداف المطلوب تحقيقها، والمنافع المالية والمزايا الأخرى غير المالية، كما يتضمن عقد العمل فترة اختبار قد تمتد الي 6 أشهر، حيث يتم تقييم أداء المرشح بناءً على تلك الأهداف المحددة لمرحلة الاختبار قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن التثبيت والتعيين.

ترخيص وتسجيل المؤسسة الصناعية

إنها عملية تسجيل المؤسسة الصناعية وتحصيل الموافقات لمزاولة النشاط من السلطات العامة، وعادة ما تُنظم السلطات المحلية عملية ترخيص المؤسسات لمزاولة النشاط وتسجيلها وتحدد الاشتراطات المتعلقة فيها. ففي المملكة المتحدة، لا يعتبر ترخيص المؤسسة الصناعية إلزاميًا لكل نشاط صناعي باستثناء بعض المصانع التي ترتبط مثلا بصناعة الكحول والأغذية والمواد المتفجرة، حيث يتحتم على تلك المصانع تحصيل الموافقات الرسمية قبل بدء النشاط، هذا بعد اختيار الشكل القانوني للمؤسسة وإنشاء حساب ضريبي لها. وفقا للقوانين المعمول بها بكل دولة والهيكل الإداري والمالي للمؤسسة وشكلها القانوني، تُحدد الإجراءات الرسمية لكل من الترخيص لمزاولة النشاط والتسجيل، كما إن إجراءات الترخيص هي مختلفة عن إجراءات التسجيل وتقوم بهما هيئات رسمية مختلفة، فمثلا تراخيص المؤسسات الصناعية تخضع لمؤسسات صناعيه وبيئية وصحية، بينما تشرف الهيئات المعنية بالتجارة والاستثمار والتنظيم على تسجيل المؤسسات. بشكل عام، ينطوي تسجيل أي مصنع على نشاط المؤسسة، ومنتجاتها وخدماتها، واختيار الشكل القانوني، والاسم التجاري، وتحديد المساهمين المؤسسين وحصصهم برأسمال المؤسسة، وتسمية مجلس الإدارة، إضافة إلى تجهيز وثائق المؤسسة التأسيسية، مثل إبرام اتفاقية مشاركه بين المؤسسين، والنظام الأساسي، وتحديد العنوان أو موقع الترخيص، وتسجيل المؤسسة لدي الجهات الرسمية المعتمدة. كما تشترط بعض الدول كذلك إرفاق ملخصا عن دراسة الجدوى للمؤسسة المراد ترخيصها للتأكد من جدوى المشروع، والمساعدة بتأمين قطعة أرض لها بالمناطق الصناعية التي ترعاها الدولة، وتقديم الدعم الضريبي، والاعفاء من الجمارك على واردات الآلات والمواد الخام وغيرها. كما أن ترخيص المصنع قد يتطلب تحصيل التراخيص والموافقات من عدة جهات حكومية صناعيه وبيئية وضريبية وغيرها.  تشمل الأشكال القانونية المتاحة للمؤسسة كل من المؤسسة الفردية، والمشتركة، وذات المسئولية المحدودة الخاصة والعامة. في حالة المؤسسة الفردية والمشتركة، فإنه لا توجد شخصيه مستقلة للمؤسسة عن ملاكها وبهذا يعتبر ملاك المؤسسة هم المسئولون قانوناً عن أي ديون قد تنجم عن نشاط المؤسسة. أما في حالة المؤسسات ذات المسئولية المحدودة الخاصة، فتعتبر مسئولية الملاك عن أي ديون ومطالبات ماليه ستكون محصورة في حدود حصصهم برأسمال المؤسسة، وإن ما يميز المؤسسة المساهمة العامة عن المؤسسة ذات المسئولية المحدودة هي تداول أسهم الشركات المساهمة بالبورصات، وتفرض السلطات المحلية اشتراطات اضافيه عليها خاصة بشأن الإفصاح وحماية حقوق ومصالح المستثمرين والناس. لاستكمال متطلبات الترخيص للمؤسسة، عليك اختيار اسم تجاري يُمكّن العلامة التجارية القوية ويعكس طبيعة النشاط التجاري، كما تفرض قوانين التراخيص والتسجيل للمؤسسات في الدول اشتراطات صارمة لتنظيم عملية اختيار اسم للمؤسسة، مثل تفادي استخدام بعض الكلمات ذات المدلولات الرسمية، أو غير مناسبة للأخلاق العامة، وتمكين المنافسة العادلة لجميع المؤسسات. لذا قبل اختيار أي اسم لمؤسستك، عليك التحقق من السلطات المحلية لتجنب استخدام اسم مشابه، بالإضافة الي الامتثال لقواعد السلطة المحلية لتسمية المؤسسات، بما في ذلك إضافة إشارة للتعريف بالشكل القانوني للمؤسسة، وتجنب استخدام أسماء مماثلة للأماكن العامة، أو استخدام كلمات حساسة وتخدش الحياء العام. كما تنص اتفاقية المشاركة في تأسيس المشروع ووثيقة التأسيس والنظام الاساسي كل من أنشطة المشروع، والموقع، والشكل القانوني، والملكية، والهيكل الإداري، وأعضاء مجلس الإدارة، والمدير أو المدراء التنفيذين، وآلية التصويت واتخاذ القرارات، وطرق بيع حصص الملكية ودخول مستثمرين جدد، وغيرها من الشروط والأحكام الهامة. كما تساعد دراسة الجدوى للمشروع علي بيان التفاصيل المتعلقة بالمشروع وخطة عمله.

تقدير الكلفة الاستثمارية والتمويل

إنها تتعلق بتقدير الكلفة الاستثمارية والتثبت من مصادر التمويل للمشروع الصناعي. تمثل الكلفة الاستثمارية لأي مؤسسة مجموع كل من صافي رأس المال العامل والأصول الثابتة، بينما تتوزع مصادر التمويل للمؤسسة بين القروض وحقوق الملكية بالمشروع والهبات أو المنح. وتعكس مصادر التمويل طبيعة التمويل المطلوب، وتكلفته، وسرعة الحصول عليه، وتأثيراته علي هيكل إدارة المؤسسة. تقدر دراسة الجدوى الكلفة الاستثمارية وهيكل التمويل للمشروع وبيان نسب الملاءة واختبار خيارات التمويل، إضافة الي تقدير صافي رأس المال العامل والأصول الثابتة. لذا عليك، كمالك أو مجموعة ملاك للمشروع، أن تحدد الكلفة الاستثمارية وهيكل رأس المال ومصادر التمويل المطلوبة بدقة عالية لتفادي أي مصاريف إضافية أو الوقوع بفخ نقص السيولة، إضافة إلى تأمين الحد الأدنى للتمويل. تشمل خيارات التمويل كل من القروض وحقوق الملكية والمنح والهبات. في حالة الاقتراض، يمكنك الحصول على أموال من البنوك وإعادة ما يتم إعادة سدادها شاملة تكلفة الفائدة ووفقًا لجدول سداد متفق عليه مع البنك المُقرض. أما التمويل عبر بيع أسهم برأسمال المؤسسة أو حقوق الملكية، فيمكنك تنفيذ ذلك وفقا للشكل القانوني لمؤسستك ووفقا للقوانين السائدة وبالاستعانة بمكتب قانوني وربما وكيل معتمد لتنظيم بيع الأسهم، ووفقا لذلك يمتلك المساهمون حصصا برأسمال المؤسسة، ويشاركون في إدارة المؤسسة، ويتحملون المخاطر التجارية والاستثمارية بالمؤسسة وفقا لحصصهم برأسمال المؤسسة وتبعا لشكلها القانوني، ويحصلون على نسب من الأرباح السنوية، ويأملون في زيادة القيمة السوقية لتلك الأسهم عبر دفع المؤسسة لتحقيق أرباح ومعدلات نمو عالية. في حالة المنح والهبات، فهي أموال مجانية وعادة ما تكون محدودة وصعبة الحصول عليها نظرا لطول الإجراءات ومدتها والمنافسة إضافة الي أن معظم المؤسسات الصناعية لا تعول على المنح بتمويل مشاريعها. إن لخيارات التمويل تكلفة، مثل سعر الفائدة على القروض، أو عائد الاستثمار على أسهم حقوق الملكية، وتتطلب إجراءات محددة ووقت للحصول عليها. إلى جانب ذلك، يفضل المُمولون عادةً أن يكون لهم دوراً في إدارة المؤسسة، وقد يفرض الدائنون أحيانًا قيودًا على تمويل المؤسسة وإدارتها. كما تشمل مصادر التمويل الأخرى كل من ساعات العمل المجانية للمالك أو الملاك بالمؤسسة، والمدخرات الشخصية، وأموال يتم الحصول عليها من الأصدقاء، وأفراد من الأسرة، وصناديق الائتمان، والمستثمرين، والتمويل الالكتروني الجماعي.

ثالثاً- مهام تأسيسية تنفذها الإدارة التنفيذية للمصنع

تلعب الإدارة التنفيذية للمؤسسة الصناعية دوراً محورياً في ترجمة رؤية مالك المؤسسة إلى واقع ملموس وناجح، وتشرف على تعيين فريق الإدارة، وإعداد نظام إداري للمؤسسة، وتجهيز المصنع للتشغيل وإدارته. فيما يلي وصفا لمهام الإدارة التنفيذية للمؤسسة الصناعية:

تعيين فريق الإدارة

سيحتاج المدير العام إلى فريق عمل لبناء وتجهيز المصنع وتشغيله التجريبي وإدارته فيما بعد. هذا لا يعني بالضرورة أن يتم تعيين جميع الموظفين في هذه المرحلة ولكن يُفضل تعيين بعض الموظفين الرئيسيين المطلوبين لأداء أدوار مهمة بهذه المرحلة، كما إن تكديس الموظفين بالمؤسسة في أوقات مبكرة سيزيد من أعباء المشروع بمرحلة التأسيس. يحتاج المشروع في مرحلة التأسيس بعض الكوادر الإدارية مثل رؤساء أقسام لكل من المصنع، والمالية والمحاسبة، والإدارة، والمبيعات والتسويق. سيقود المدير العام فريق الإدارة لإعداد النظام التشغيلي للمؤسسة الصناعية، وإعداد نظام للحسابات، واختيار موقع المشروع، والاستثمار في البناء والمرافق، وشراء الآلات، وتجهيز المصنع، وإدارة المخزون، وتعيين باقي الموظفين، وغير ذلك لضمان جاهزية المصنع للتشغيل التجريبي. في هذه المرحلة يقوم المدير العام في أداء معظم الأنشطة بنفسه لبناء المؤسسة وسيكون من الضروري تعيين سكرتير للتعامل مع مهام مكتب المدير العام والإدارة.

إعداد نظام تشغيلي إداري

يوفر نظام التشغيل الإداري في أي مؤسسة معلومات هامة عن السياسات، والإجراءات، والنماذج، وإرشادات العمل، لأداء أنشطة المؤسسة وتحقيق الأهداف. يتألف نظام التشغيل من وثائق معتمدة لإدارة جودة الأعمال بالمؤسسة وتغطي الأنشطة الرئيسية مثل إدارة الموارد البشرية، والمحاسبة والمالية، والمشتريات، والمبيعات والتسويق، والإنتاج، والمخزون، والجودة. وتُمكن هذه الأدلة التشغيلية المؤسسات من تحقيق معايير الأداء المقبولة، والالتزام بنطاق العمل المعتمد لكل نشاط، وشرح خطوات تنفيذ تلك الاعمال، والامتثال للمتطلبات. لبناء وثيقة النظام التشغيلي لكل نشاط رئيسي، سيتم إعداد السياسات والإجراءات والنماذج وتعليمات العمل، فتحدد وثيقة السياسات القواعد والتعريفات العامة لتنفيذ الأنشطة، وتصف الإجراءات العمليات الواجب القيام فيها ومن يقوم فيها ومتي تنفذ وكيف تعتمد ومتطلبات قبولها. في حين أن النماذج هي وثيقة بالمستوى الثالث بعد السياسات والإجراءات وتبين كيفية توثيق عملية تنفيذ الاجراء، وتشرح تعليمات العمل الخطوات الارشادية لتنفيذ أي إجراء. سيُعد المدير العام وفرق العمل نظام التشغيل الإداري لكل الأنشطة الرئيسية بالمؤسسة وذلك قبل البدء في أي نشاط، ثم تدريب وقيادة الموظفين على الأداء وفقًا لنظام التشغيل الإداري المعتمد.

تحديد موقع المصنع والمبنى

يُؤثر موقع ومبنى المصنع على أداءه، وجدواه، واستدامته. وترشح دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروع بدائل مناسبه للموقع. يوفر موقع المصنع مزايا تجارية وفنية كثيرة مثل قرب المصنع من السوق، والموردين، والقوى العاملة، وخدمات البنية التحتية، وهذا سينعكس إيجابا على خفض التكاليف، والأسعار، وتقوية المركز التنافسي للمؤسسة، وتعزيز وضعه المالي. كما يعتبر مبني المصنع ومرافقه وتكنولوجيا التصنيع أصول ثابتة وتشيد على موقع المؤسسة وسيكون من الصعب تغيير الموقع على المدى القصير والمتوسط لارتباط ذلك بالتكاليف وجودة الأداء. لذلك، يُعد اختيار الموقع الأنسب للمصنع قرارًاً حكيمًا ويتضمن بناء المصنع والمباني والمرافق والمكاتب لدعم تنفيذ خطط الأعمال الصناعية والادارية. كما ينصح بأن يصمم مبنى المصنع والإدارة ليأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الحالية والمستقبلية لتكنولوجيا التصنيع المستخدمة، وخطوط الإنتاج، والعمليات الإنتاجية، وخطط التوسع، ومرافق الخدمات، والتخزين، والتوريد للسوق، واستلام المواد من الموردين، وعوامل الأمن والسلامة وغيرها. كما يجب أن يوفر مبني المصنع والموقع مساحات كافية، ومرنة، للسماح لتركيب المكائن، والتشغيل، ومراقبة الجودة، ومناولة وإدارة المخزون.

الاستثمار في تكنولوجيا التصنيع ومرافق الإنتاج

يُعد تجهيز المصنع بالآلات والمرافق اللازمة أمرًاً بالغ الأهمية لتنفيذ خطط الإنتاج والأعمال، وسيظل اختيار تكنولوجيا التصنيع المناسبة لأي مصنع أكبر عقبة تواجه إدارة المصنع لتحقيق النجاح. يتألف نظام التصنيع بأي مصنع من تكنولوجيا التصنيع، والمباني، والمرافق الخدمية، وقوة العمل الفنية والإدارية، وأنظمة التشغيل، ومراقبة الجودة، ومناولة المخزون، وتلبية أوامر العملاء. تلعب التقنيات التصنيعية دورًاً مهمًاً في تلبية احتياجات العملاء ودعم الخطط الإنتاجية وزيادة ربحية المؤسسة، كما تجلب تكنولوجيا التصنيع المتطورة جملة من المزايا للمؤسسة الصناعية مثل المكننة العالية، وخفض التكلفة، والمرونة العالية لتلبية احتياجات العملاء المتغيرة، علاوة على مساهمتها الفعالة في خلق فرص نسبية ومزايا تنافسية للمؤسسة يصعب تقليدها وإحلالها بمنتجات منافسة بديلة. كما أن فكرة إدارة أي مصنع وتحقيق أرباح تنطلق أساسا من قدرة المصنع على تحقيق وفورات من إنتاج الحجم الكبير والتي تتأتى فقط من استخدام تكنولوجيا تصنيع حديثه، وذكية، وعالية المكننة، وتتيح مزايا نسبية، وكلف إنتاج منخفضة مقارنة بالمنافسين. تشرح دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروع كل من البرنامج التصنيعي للمصنع، وتقييم الخيارات التكنولوجية المتاحة، والتوصية بالأصلح منها لاحتياجات المشروع. كما تتطلب تكنولوجيا التصنيع مدخلات ذات مواصفات وجودة عالية لتكون مجدية مثل القوى العاملة المدربة، والإدارة الواعية وأنظمة التشغيل الدقيقة والشاملة، والمساحات والمرافق المناسبة، والتخطيط الملائم، ومواد الخام بمواصفات محددة، وخطط أعمال لتنفيذ أوامر العملاء بأسرع وقت وبأفضل جودة ممكنة. لذا أنصح مالك أي مصنع أن يكون على دراية كاملة بتكنولوجيا التصنيع المتاحة وتقيمها بمساعدة خبراء واختيار الأنسب منها والتأكد من جودة المدخلات وتنفيذ أوامر السوق بالجودة والوقت، وهذا سيسهم في دعم ربحية ونمو المصنع، إضافة الي إدراكه بديناميكية عوامل السوق ومتطلبات العملاء. ولذا على تكنولوجيا التصنيع المُختارة أن تكون لديها القدرة العالية على المرونة لامتصاص أي تغيرات في أذواق ومتطلبات المستهلكين وعوامل المنافسة، إضافة إلى الاستفادة الكاملة من التقنيات التصنيعية التي تقدمها الثورة الصناعية الرابعة التي بدأت مع بداية العام 2000 ومستمرة حتى وقتنا هذا، وتشمل بالإضافة إلى تكنولوجيا التصنيع الحديثة تقنيات تكنولوجيا المعلومات والإنترنت في إدارة الإنتاج.

الاستثمار في المخزون

يتكون المخزون لأي مؤسسة صناعية من مواد خام وفقا لمعايير جودة ومواصفات فنية مقبولة لصنع منتجات نصف مصنعة أو تامة الصنع، إضافة الي المنتجات المصنعة. المواد الخام هي المدخلات المادية الأولية اللازمة لتصنيع المنتجات ويتم شراءها من مُوردي مواد الخام. تُؤثر المواد الخام المستخدمة بالتصنيع في أي مصنع على جودة منتجاته، وتكلفتها، وخطط الإنتاج، ورضا العملاء. كما يؤثر تدني أو تذبذب جودة مواد الخام على جودة السلع المصنعة، وقد تلحق ضررا بسمعتها وخطط أعمالها واستدامتها. لتجنب تلك السلبيات في الإمدادات للمواد الخام وجودتها، تؤهل المصانع مورديها لمواد الخام، وتتفق معهم على عقود توريد طويلة أمد، وتفاهمات تضمن توريد المواد وفقا للمواعيد المخططة، ووفقا لتكلفة مقبولة ومستقرة، وبجودة عالية، ووفقا لمواصفات فنية معتمدة. في إدارة المخزون توجد طريقتين مهمتين لتوريد وتخزين المواد الخام، فتنص الأولى على التوريد عند الحاجة، والثانية على صيانة مخزون محدد، مثلا يكفي لمدة شهر إنتاج، لتفادي أي انقطاع مفاجئ بالتوريد أو لتلبية طلبات طارئة في السوق. كما تتفادى إدارة المصانع عادة تخزين مواد خام أو بضاعة لفترات طويلة، كون ذلك ينتج عنه تكاليف إضافية ناجمة عن تخزين المخزون، مثل إيجار مساحة تخزين، وعماله، وإنارة، وكلفة كهرباء، وتأمين، ومال مُجمد. لإدارة المخزون، عليك البدء في إعداد نظام لإدارة المخزون والذي يشرح فيه جميع الأنشطة المطلوبة وطريقة تنفيذها لإدارة المخزون في المؤسسة، مثل تحديد المواصفات والكميات المطلوبة للمواد الخام، وتأهيل موردين، والاتفاق معهم  علي شروط التوريد، وتحديد الحد الأقصى للمخزون، ونقطة إعادة طلب التوريد، وطريقة التخزين، واعتماد طريقة لصرف المخزون للمصنع وتقيمه، مثلا الوارد أولا يصرف أولا أو الوارد أخيرا يصرف أولا، وضمان شروط الأمن والسلامة بالتخزين وتقليل الفاقد وتكاليف التخزين وتوثيق صرف واستلام وجرد أرصدة المخزون وتقيمه بصوره دورية منتظمة. كما يمكنك أيضًا الاستثمار في مرافق المخازن، بما في ذلك تأمين مساحة كافية، ومُيسَّرة، وصالحة للتخزين، والعمالة المدربة، والأدوات والمعدات للنقل والمناولة والتخزين، والجرد، ونظام فحص الجودة، وطريقة التخزين، والاستثمار بأنظمة تكنولوجيا المعلومات لتسهيل إدارة المخزون ومراقبته. علاوة على ذلك، تأهيل الموردين الموثوقين للمواد الخام، وإبرام اتفاقيات التوريد معهم لتنظيم شروط التوريد والمواصفات والأسعار وشروط الدفع. لتأهيل موردين لمواد خام، عليك البحث عن الموردين القادرين والمؤهلين ذوي السمعة المعروفة لتلبية المواصفات الفنية والكميه للمواد الخام المعتمدة في مصنعك ووفقا للأسعار المقبولة بالسوق والعمل على تقييم أدائهم بشكل منتظم ودوري مثلا كل 3 شهور للوقوف علي جودة المورد والمواد واتخاذ القرارات المناسبة حيالها. هذا بالإضافة إلى اعتماد مؤشرات الأداء المقبولة بالقطاع لتقييم كفاءة إدارة المخزون في مؤسستك، مثلا تحقيق معدل دوران للمخزون لا يقل عن مره واحده بالشهر، لضمان كفاءة أفضل في إدارة المواد الخام وخفض تكلفة المخزون. نصيحة مهمة أخرى، هي أن تقوم بجرد وتقييم المخزون في نهاية كل شهر للوقوف علي جودة المخزون، وسلامة تخزينه، ومطابقة رصيده الدفتري مع نتائج الجرد الفعلي، ومعالجة أي انحرافات بالوقت المناسب، والتأكد من كفاءة إدارة المخزون. كما وجب التنويه إلى أهمية الاستثمار في نظام تكنولوجيا معلومات متكامل ومناسب لإدارة المخزون وتدريب العاملين علي حسن استخدامه.

إدارة الجودة

إن إدارة الجودة هي عملية مستمرة ومهمة لأي نشاط وتتضمن إعداد نظام للجودة، وخطة الجودة، وتنفيذها، وقياس الجودة واختبارها، وتقليص الفاقد، والمحافظة علي جودة الأداء، والمنتجات، وكذلك تحديد المنهجيات المناسبة لتنفيذ أهداف وخطة الجودة. لضمان الجودة، تحدد المؤسسات مقاييس الجودة المعتمدة وفقا لأفضل الممارسات ومتطلبات العميل والمواصفات والمعايير التي تسنها السطات المحلية للمواصفات والمقاييس. لغرض تحقيق الجودة المستهدفة، تقوم إدارة المصانع بعدد من الخطوات مثل اعداد نظام للجودة وتخطيط ومراقبة وضمان الجودة.

تتضمن الميزانية النقدية السنوية على موارد واستخدامات النقد في المؤسسة وتهدف إلى التأكد من توافر سيولة نقدية كافية لتغطية نفقات المؤسسة التشغيلية والرأسمالية. تتألف الميزانية من الموارد والنفقات التشغيلية مثل المبيعات والمصروفات ورأس المال العامل، والموارد والنفقات الرأسمالية مثل الاستثمار في تكنولوجيا التصنيع والبناء وباقي الاصول الثابتة والقروض وبيع اسهم في رأس مال المؤسسة لتغطية تلك النفقات. يرتبط هيكل وتفاصيل الميزانية النقدية النقدية بالتدفقات النقدية للمشروع والتي تشمل التدفقات النقدية التشغيلية ومن الاستثمار والتمويلية.

تُعد إستراتيجية التسويق والمبيعات وثيقة مهمة لتحقيق أهداف المؤسسة التجارية والمتمثلة في تسويق المؤسسة وتوزيع وبيع منتجاتها في الأسواق المستهدفة. وتتضمن استراتيجية التسويق والمبيعات ثلاثة مكونات أساسية: (١) فكرة المشروع التسويقية، (٢) الإطار الاستراتيجي، (٣) المقاييس التشغيلية. توصف فكرة المشروع التسويقية كل من الفئة والاسواق المستهدفة، والحصة المستهدفة، والمزيج التسويقي، والمنافسة، والقيم النسبية للمشروع ، ومبررات المشروع. بينما يوضح الاطار الاستراتيجي كل من التوجه الاستراتيجي والموقف التنافسي والاهداف الاستراتيجية والمبادرات والخطة التنفيذية والموارد وقياسات نجاح التنفيذ. وتحدد المقاييس التشغيلية للاستراتيجية كل من المقاييس الكمية للاستراتيجية مثل المبيعات المستهدفة وتكلفة التسويق والمبيعات وفريق التسويق والمبيعات والترويج ومعدلات النمو وغيرها.

بناء علامة تجارية قوية

إن العلامة التجارية لأي نشاط هي عبارة عن تصور ذهني ومعتقد لدي العملاء وأصحاب المصلحة الاخرين عن مؤسستك والمنتجات والمزيج التسويقي. وتقوم المؤسسات ببناء علامة تجارية قوية من خلال تصميم هوية بصرية متكاملة وتسويقها، مشفوعة بخطة تسويق، ومبيعات قوية، وبرامج دعاية وإعلان وعلاقات عامه وإعلام، وموقف تنافسي قوي، وموارد، وأدوات تسويقية. تروي العلامة التجارية لمؤسستك قصصا عن المزايا النسبية والإنجازات للعملاء وأصحاب المصلحة الأخرين، وتتضمن معلومات عن إنجازاتها، ووعودها، وجودت منتجاتها، والمزايا النسبية للمؤسسة، والمنتجات وعروض البيع بالسوق وغيرها. كما إن العلامة التجارية تكشف عن الموقف التنافسي لمؤسستك في السوق بالمقارنة مع المنافسين. على سبيل المثال، تعكس العلامة التجارية الشهيرة لساعات “Swatch” إنها ساعة ذات جودة متوسطة، ومعقولة، وبتصاميم جذابة، وتُباع بأسعار رخيصة. كما تَظهر العلامة التجارية أيضًا رسالتك ورؤيتك والمزايا النسبية لمؤسستك للعملاء وأصحاب المصلحة. تبني المؤسسة صورة ذهنية قوية لعلامتها التجارية وذلك لتعزيز صورتها الذهنية لدي العملاء وأصحاب المصلحة الاخرين، وتثبيت موقفها التنافسي بالسوق، وتحسين مبيعاتها، ولكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك ناجحًا وفاعلا. تقوم المؤسسة عادة ببناء العلامة التجارية لفرض صورتها المرئية وتحسين المبيعات والاعتراف بها بالسوق، ويتضمن ملف العلامة التجارية كل من شعار الشركة، والاسم التجاري، والألوان، والتصاميم، والرسالة، والرؤية، والرسالة، واستراتيجية التواصل.

إدارة العملاء

يعد تطوير العملاء مهمة صعبة لأي مؤسسة وتبدء عملية اكتشاف عملاء في مشروعك مع تطوير فكرة المشروع وتطوير حل فريد لمشكلة يواجها جمهور المستهلكين. تنطوي عملية إدارة العملاء على تقسيم السوق المستهدف إلى شرائح متسقة من المستهلكين، واستهداف شريحة محددة وابتكار منتجات يقبلها جمهور المستهلكين، وتنفيذ استراتيجية لإدارة العملاء تهدف إلى اكتشاف العملاء والمحافظة عليهم ونموهم.

استثمر في التكنولوجيا الرقمية

تتكون التكنولوجيا الرقمية من المعلومات، وأجهزة الكمبيوتر، وتطبيقات الكمبيوتر، وتتضمن استخدام المعلومات بهيئتها الرقمية والكلمات والصور. تشمل التكنولوجيا الرقمية الأجهزة وبرامج الكمبيوتر، لاستقبال المعلومات، وضغطها، وتخزينها، وتحليلها، وفتحها، ونقلها. زادت كفاءة أداء التقنيات الرقمية مع ولوج ثورة الإنترنت وربطها فيها، حيث مكنت خدمة الإنترنت من ربط التقنيات الرقمية بمحيطها الداخلي والخارجي الواسع ومكنها من جمع معلومات ضخمة ومتعددة المصادر والنطاق، وطور من قدرات تلك التقنيات الرقمية في تحليل المعلومات، ومعالجتها، واستنباط حلول مبتكرة تخدم الناس والمؤسسات.

إن قيمة التكنولوجيا الرقمية للمؤسسات تتمثل في تحسين الكفاءة التشغيلية، وتسهيل وتعظيم تجربة العملاء، وخلق قيم مبتكرة، وتعزيز المركز التنافسي، وتقوي الاتصالات، وتحسين جودة المنتجات، وأخيرا تساهم في تحسين ظروف العمل. دعونا نتخيل كيف تمكنت المؤسسات من إدارة أنشطتها قبل عصر تكنولوجيا المعلومات والإنترنت حيث كان كل شيء يُعمل يدويًا، ويستغرق وقتًا طويلا، وبنطاق عمل وتأثير محدود. لكن عند مقارنة ذلك الأداء اليدوي مع بيئة العمل الرقمية الحديثة، نجد أن إدارة الأعمال بالمؤسسات الحديثة أكثر بساطة وسهولة وتتطلب موارد أقل وبنطاق وتأثير أكبر. هذه المقارنة البسيطة توضح لنا القيمة العملية للتكنولوجيا الرقمية.

تصميم نظام لمراقبة الأداء والتحكم فيه

هي إجراءات إدارية لقياس النتائج وتقييمها واتخاذ القرارات بما يتوافق مع خطط وأهداف المؤسسة والتدخل السريع لتصحيح إي انحراف عن المستهدف. تتضمن خطط المؤسسة كل من الخطة الاستراتيجية التي تغطي مدة تتراوح من 3-5 سنوات، والخطة الإدارية التنفيذية التي عادة ما تغطي فترة عام واحد، والخطة المالية السنوية أو ما تسمي بالميزانية. تحدد استراتيجية المؤسسة الأهداف الاستراتيجية، والمبادرات، والخطة التنفيذية، والموارد، ومؤشرات الأداء الرئيسية. تقوم المؤسسة عادةً بتطوير نظام مراقبة الأداء والتحكم للامتثال للخطط، وقياس الأداء، والتحقق منه، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أي انحرافات سلبية عن الأهداف. لتنفيذ ذلك، تُعد الأقسام المعنية بالمؤسسات تقارير أداءها وتقيمها وفقا للمستهدف وذلك بصفة يومية، كما يُوصي بجرد المخزون وإعداد الحسابات الختامية بصفة شهرية وذلك لتمكين الإدارة من اتخاذ القرارات الصحيحة في إدارة أنشطة المؤسسة، مثل مراجعة الخطط، وتطوير الأداء، والتدريب، والتسعير، وتطوير جودة المنتجات، والمبيعات والتسويق، وإدارة الافراد، والتشغيل، والربحية والتدفقات النقدية وغيرها. بمساعدة التقنيات الرقمية، يمكن لإدارة المؤسسة وفرق عملها إعداد التقارير اليومية وتقييم الأداء وتطويره بسهولة ويسر وكفاءة عالية. يُعد نظام التحكم هذا مهمًاً لقياس الأداء، وتقيمه، واتخاذ القرارات السريعة لتصحيح الانحرافات إن وجدت. تقود إدارة المؤسسة فرق العمل لإعداد تقارير الأداء، وترتيب اجتماعات مع الأقسام المعنية لمناقشة تلك التقارير بصفة دورية، مثلا أسبوعيا، واتخاذ القرارات لدعم كفاءة الأداء، وإبلاغ الموظفين المعنين بنتائج الأداء والقرارات المتخذة لتحسين الأداء.

تنظيم وتعيين وإدارة الموظفين

تعد وتعتمد إدارة المؤسسة نظاما متكاملا لإدارة الموارد البشرية وذلك بهدف تنظيم وتعين وإدارة الموارد البشرية لتحقيق رسالة ورؤية واستراتيجية المؤسسة وخططها التنفيذية وأهدافها. وعليه، تُنظم إدارة المؤسسة الموظفين وفقا لهيكل تنظيمي، ووظائف محددة، ودرجات وظيفية. ويهدف تنظيم الموظفين إلى تمكين إدارة المؤسسة من الاستخدام الأمثل للموارد البشرية في تنفيذ خطط وأهداف المؤسسة، وتمكن الإدارة كذلك من الرقابة والتواصل الفعال بين الموظفين والمستويات الإدارية. وتعد إدارة المؤسسة كذلك نظاما للتعيينات والذي يشرح الوظائف، والدرجات الوظيفية، والمزايا المالية والعينية، والوصف الوظيفي، ومؤهلات شاغل الوظيفة، ومعايير الإعلان عن الوظائف الشاغرة، وتقيم الطلبات وترشيحها للمقابلات، وتنفيذ المقابلات، وابرام عقود العمل. ويكتمل عقد منظومة نظام إدارة الموارد البشرية في إعداد نظام لإدارة الموارد البشرية لتحفيز، وقيادة، وتدريب العاملين، وتحسين الإنتاجية لتحقيق الأهداف المرسومة.

ضمان جاهزية المصنع للتشغيل

وفقا لما مضي من إجراءات، تكون الإدارة قد أكملت بناء وتجهيز المؤسسة وسيكون من المفيد التأكد من استعداد المؤسسة لبدء التشغيل التجريبي. يمكن اعتبار المؤسسة الصناعية جاهزة للتشغيل التجريبي إذا ما تم تنفيذ المهام والأنشطة المذكورة أعلاه، وإن المؤسسة قد تم بناءها ومدها بتكنولوجيا التصنيع المناسبة وموارد بشرية ومالية وأصول كافية تمكنها من إنتاج وبيع المنتجات. تتضمن عمليات المراجعة هذه تقييم جاهزية موارد المؤسسة وخططها لبدء التشغيل التجريبي وتشمل النظام التشغيلي الاداري للمؤسسة، والترخيص، وتحديد هوية البصرية للمؤسسة، وبناء وتجهيز المصنع، والاستعداد لتنفيذ أنشطة المبيعات والتسويق والتشغيل والتمويل وتعين وإدارة الموظفين. بعد التأكد من جاهزية المؤسسة للتشغيل التجريبي، ستخطط الإدارة لتنظيم حدث إطلاق المؤسسة والذي يمثل رسميا نقطة البداية للتشغيل التجريبي. تدرس الإدارة عدة خيارات لتنظيم هذا الحدث المهم وعادة ما تنتهي إلى إطلاقة في موقع المصنع لعرض المصنع ومنتجاته وقدراته وتعزيز صورته الذهنية لدي الجمهور.

المؤلف: منذر عبدالرحمن الداود- خبير صناعي

هذا المقال مقتبس من كتابنا: دليلك لإنشاء مصنع

 https://growenterprise.us20.list للتسجيل في نشرتنا الدورية

 https://growenterprise.co.uk/ للتواصل بنا

Categories business

1 thought on “دليلك لإنشاء مصنع ناجح

  1. Armi Messenger's avatar

    Cool post, I subscribed. Have a good day

    Like

Leave a comment

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

search previous next tag category expand menu location phone mail time cart zoom edit close