يتأثر أداء أي مؤسسة مصنعية بعوامل داخلية كثيرة منها ما يتعلق بالموظفين والإدارة، والتسويق والمبيعات، والتشغيل، والمالية، والاستفادة من ثورة التكنولوجيا الرقمية، وبيئة العمل، والابتكار، وغيرها. فيما يلي خطوات عملية لتطوير أداء المؤسسة المصنعية:
أولاً-حَسّن أداء الأفراد والمهارات
يلعب الموظفون دورًاً رئيسيًاً في التخطيط والتنفيذ وتحقيق أهداف المؤسسة، كما تولي الإدارة اهتمامًاً خاصاً لتنظيم الأشخاص، وتعيين موظفين أكفاء، وتخطيط أداء الموارد البشرية، وتحسين القدرات، وتحفيز وقيادة الموظفين لتحسين الإنتاجية والكفاءة التشغيلية. كما أنها تهتم ببناء بيئة مؤسسية داعمة للإنتاجية والولاء للمؤسسة وتشجع الموظفين على تحسين الإنتاجية والتعاون مع الزملاء والعمل كفريق عمل وخدمة العملاء وأصحاب المصلحة بشكل أفضل. تشمل المؤشرات الرئيسية لقياس أداء الموارد البشرية كل من مؤشر قياس رضا الموظفين، والإنتاجية، ومعامل الاحتفاظ، ومعدل دوران الموظفين. فيما يلي خطوات إرشادية لتحسين إدارة الموارد البشرية للمؤسسة:
نظم العاملين
إنها الخطوة الأولى لتحديد طريقتك في تخطيط وإدارة الموظفين في المؤسسة وتتضمن تصميم هيكل تنظيمي يصف الأقسام والوظائف والمستويات الإدارية ومصفوفة الاتصال الافقي والرأسي لكل وظيفة.
عُدّ دليل الموارد البشرية
تحتاج أي مؤسسة في إدارتها للموارد البشرية إلى نظام عاملين تفصيلي يشرح حقوق الموظفين، ومسؤولياتهم، والوظائف، والهيكل التنظيمي، ونظام التعينات، وسلم الدرجات الوظيفية والرواتب والمزايا المالية والمنافع الأخرى، والحوكمة وغيرها. يهدف دليل الموارد البشرية إلى بيان كافة الإجراءات المتعلقة بتنظيم العمل وتعين الموظفين وتطويرهم وإدارتهم، كما يعتبر دليلاً لإدارة المؤسسة في قيادة وتشجيع الموظفين على الانضمام والاستقرار في المؤسسة.
خطط الوظائف
فور اختيار هيكل تنظيمي للمؤسسة، تشرع الإدارة الي تخطيط الوظائف، وإعداد وصف وظيفي لكل وظيفة، وتحديد المؤهلات والمواصفات لشاغلي تلك الوظائف، وتحديد المسميات الوظيفية، ومستواها الوظيفي، وعلاقاتها الرأسية والافقية، وسلم الدرجات والمزايا المالية وغير مالية لتلك الوظائف، وكذلك عدد الموظفين لكل وظيفة ومخطط التوظيف.
عينّ الموظفين الأكفاء
يعد الموظفون المؤهلون والمنسجمون مع فرق العمل وبيئة العمل بالمؤسسة الأساس المتين لتحسين أداء الموارد البشرية. لا توظف المؤسسة المرشحين المؤهلين فحسب بل تعين أيضًا المرشحين الأنسب لبيئة المؤسسة وإدارتها وخططها والعاملين فيها. ويساهم الموظفون المؤهلون في تحقيق خطط الأعمال وتحسين المزايا التنافسية للمؤسسة وتحسين عروض القيمة للعملاء وبقاء المؤسسة.
خطط أداء الموارد البشرية
تخطط الإدارة أداء العاملين بالمؤسسة من خلال استقطاب موظفين مؤهلين ومناسبين لبيئة العمل وتحديد الأهداف الوظيفية بالاتفاق مع كل موظف وتقييم أدائهم بنهاية العام المالي وقياس الأداء ووضع خطط للتدريب والتطوير. كما ترصد إدارة المؤسسة برامج لتحفيز الموظفين وحثهم على بذل المزيد مثل الترقيات والعلاوات والتكريم.
طور القدرات
عادة ما ينتج عن تقييم أداء الموظفين الدوري عن عدد من الأفكار والبرامج لتطوير قدرات الموظفين وتحسين إنتاجيتهم وتمكين المؤسسة من تحقيق خطط الأعمال بصورة أفضل. يمكن تطوير الموظفين من خلال التدريب أثناء العمل أو خارج العمل أو عن بعد عبر التقنيات الرقمية وكذلك من خلال التوجيه المهني والإرشاد.
حفز الموظفين
تحفز الإدارة الموظفين من خلال تقديم حوافز مالية وغير مالية. تشمل الحوافز المالية للتحفيز زيادة الراتب والمكافأة النقدية والترقية، وتشمل الحوافز غير المالية التفويض والجوائز التشجيعية والاعتراف بالإنجازات ومنح مسؤوليات إضافية للموظف.
قيادة فرق العمل
تقود إدارة المؤسسة الموظفين دوما لتحسين الإنتاجية وزيادة مستوى الرضا الوظيفي وتحقيق خطط الأعمال، ولن تكون هذه المهمة ممكنة إلا إذا تمت دراسة وتطويع كافة المؤثرات مثل التحفيز لتفجير طاقات الموارد البشرية بشكل عالي.
اصنع بيئة مؤسسية إيجابية
بيئة العمل المؤسسية هي مجموعة من العادات والمعايير والقيم والممارسات والقواعد التي تؤثر على الطريقة التي يتعامل بها الموظفون ويتصرفون مع بعضهم البعض ومع أصحاب المصلحة من مستهلكين وموردين. تتأثر هذه البيئة التي هي عادة ما تكون ضمنية وغير مكتوبة بمالك المؤسسة وقراراته وكذلك بسلوك وقرارات الموظفين، وهي بذلك تبني من الحكايات والأنشطة والسمات والقرارات والإنجازات التي تحققت في المؤسسة.
ثانياً- حَسّن أداء المبيعات والتسويق
تعد إدارة المؤسسة الصناعية خطة استراتيجية للمبيعات والتسويق لتحديد ما ينتج ويباع وآليات البيع والتي عادة ما تكون مشتقة من استراتيجية المؤسسة الشاملة. لإعداد استراتيجية التسويق والمبيعات، تدرس إدارة المؤسسة السوق لفهم العملاء والمنافسين والمزيج التسويقي المتداول وتنتهي في صياغة استراتيجية التسويق والمبيعات، والتي تتضمن كل من صياغة فكرة المشروع التسويقية، والإطار الاستراتيجي، والمقاييس الكمية للاستراتيجية. إن عملية تحسين أداء المبيعات والتسويق لأي مؤسسة هي عملية مستمرة لتحديد وإدارة الفرص والمزايا النسبية، مثل احتلال حصة أكبر من السوق، وزيادة عدد المستهلكين، وصناعة منتجات ذات قيم فريدة، ومزيج تسويقي مبتكر، ومحفز للمستهلكين. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد المؤسسة على تحسين مبيعاتها وأدائها التسويقي:
افهم السوق والعملاء
هي عملية مستمرة لفهم المنافسين، والمزيج التسويقي المتداول، واحتياجات العملاء، وتقدير الفرص. تتمثل أهمية هذا الإجراء في أنه يساعد المؤسسة على اختيار واستهداف شريحة العملاء المناسبة وابتكار المزيج التسويقي الذي يريده العملاء. تحتاج المؤسسات إلى فهم السوق والعملاء قبل اتخاذ قرار بشأن مزيج السوق وتحديد السوق وشريحة العملاء المستهدفين، ويجب عليهم إجراء أبحاث السوق لفهم السوق والعملاء بشكل دقيق للوقوف على احتياجاتهم الماسة وطرق تنفيذها. توفر معلومات السوق هذه التي تم جمعها، الأساس لفهم اتجاهات السوق، وخصائصه، والمنافسة، والعملاء، ومنظومة القيم النسبية للمنتجات المنافسة، والمزيج المتداول في السوق، وكذلك تقدير كمية وقيمة المبيعات الحالية والمحتملة أو ما يسمي بالطلب على المنتجات. سيكون من المفيد أيضًا للمؤسسة أن تفسر العلاقات بين عوامل ومتغيرات السوق مثل التغيرات بالقوانين، والاقتصاد، والتكنولوجيا، والاجتماعية، وربط كل ذلك بالتنبؤات في أداء السوق. هذا الفهم العميق للسوق والعملاء والمزيج التسويقي ومنظومة القيم لتلبية احتياجات المستهلكين الماسة، سيساعد المؤسسة على إعداد استراتيجية التسويق والمبيعات والخطط التنفيذية المرتبطة فيها بشكل أفضل وأدق.
حدد المؤثرات الفاعلة
تدرس إدارة المؤسسة المؤثرات المختلفة لتعزيز مبيعاتها وأداءها التسويقي، ويمكن تقسم تلك المؤثرات وفقا لمصدرها إلى مؤثرات داخلية وخارجية عن المؤسسة. تشمل المؤثرات الداخلية كل من المؤثرات المالية وغير ماليه، وتمثل العوامل المالية كل من الأرباح، والتدفقات النقدية، والمركز المالي للمؤسسة، بينما تشمل العناصر الداخلية غير ماليه كل من مؤشرات الاداء للتسويق، والمبيعات، والتشغيل، والموارد البشرية. بينما تشمل العوامل الخارجية للمؤسسة كل من المتغيرات السياسية، والتشريعية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، والتكنولوجية. تعمل المؤسسة في ظروف ديناميكية، وهذا يحتم عليها دراسة تلك التغييرات والتنبؤ بالفرص وتأثيرات ذلك على أداء المؤسسة واتخاذ إجراءات بالوقت المناسب لتحسين أداء المبيعات والتسويق.
حسن مزيج السوق
هي عملية دراسة المزيج التسويقي المتداول بالسوق وكذلك المزيج التسويقي للمؤسسة أو المزمع تنفيذه لغرض تمكين المؤسسة من اتخاذ قرار سليم بشأن تحديد مزيج السوق الذي يلبي احتياجات عملائها بشكل أفضل. تتضمن عمليات التحقق من مزيج السوق الحالي تحليل عروض القيمة، وميزات المنتج ومنافعه، والأسعار، وقنوات التوزيع، وبرامج الترويج. وفقا لهذه الدراسة، يمكن للمؤسسة أن تقرر أفضل مزيج للسوق يُمكنها من اختراق السوق وخلق طلب عالي عليه.
حسن المزيج الترويجي
هذه هي عملية دراسة المزيج الترويجي الحالي وخطة الترويج للمؤسسة لغرض تحديد أفضل مزيج ترويجي يناسب الفئة المستهلكة ويمكن المؤسسة من التعريف بمنتجاتها وعروضها بالفاعلية المأمولة. تشمل دراسة المزيج الترويجي كل من الأنشطة الترويجية، والدعائية، والإعلامية، والعلاقات العامة، وميزانية تنفيذ ذلك، وربط مخرجات ذلك بمستوي فاعلية هذا المزيج لتحقيق الانتشار والتعريف بمنتجات وعروض المؤسسة وتحقيق المبيعات المستهدفة. وكذلك تتضمن دراسة المزيج الترويجي العناصر المؤثرة في المزيج الترويجي للمؤسسة، مثل الأهداف التسويقية والمبيعات والتشغيلية والمالية، والعلامة التجارية، والموقف التنافسي للمنتج والمؤسسة، ودورة حياة المنتج، ونوع المنتج، والميزانية المرصودة، والتكنولوجيا المستخدمة، والمزيج الترويجي المنافس، وإجراءات المنافسين المتوقعة. إن أساس تقييم فاعلية أي مزيج ترويجي هو قدرته على المساهمة في تحقيق أهداف المبيعات والتسويق، وتقود مخرجات هذا التقييم المؤسسة إلى تحديد خطة الترويج المناسبة والميزانية لتحقيق أهداف البيع والتسويق.
طور قنوات التوزيع
هي عملية مستمرة لتقييم قنوات التوزيع الحالية ووضع قنوات التوزيع بالمؤسسة لغرض تحديد قنوات التوزيع الأنسب والأكثر ملائمة للفئة المستهلكة. يشمل هذا التقييم كل من الخيارات المتاحة لقنوات التوزيع وعوامل التأثير، مثل موقع منفذ البيع، وقدراته، وتجهيزاته، وكفاءة إدارته، ومدي تخصصه في بيع منتجات المؤسسة فقط أو كذلك بيعه لمنتجات منافسة أخري، وطبيعة المنتج، وشروط الائتمان الممنوحة للمستهلك، وعرض المنتج وقيمه، وتفضيلات العملاء بشأن منفذ البيع، والبيع عبر الإنترنت وغيرها. كما يتضمن التقييم خيارات قنوات التوزيع المتاحة، مثل تجارة الجملة، والتجزئة، والتوزيع المباشر من المؤسسة دون وسطاء، وعبر الموزعين، والوكلاء، والإنترنت. كما تتدخل عوامل كثيرة في اختيار قناة التوزيع المناسبة للمؤسسة، مثل طبيعة المنتج، والخطة التسويقية والمبيعات، والميزانية، والموارد البشرية المتاحة، وخطط وأهداف المؤسسة، وعناصر السوق، وتكنولوجيا المعلومات، والإنترنت المستخدمة والقدرات الإنتاجية. تقودك نتائج هذا التقييم إلى تحديد قنوات التوزيع الأكثر ملاءمة للمؤسسة لتحقيق أهداف المبيعات والتسويق.
طور منظومة قيم المنتج
تشمل دراسة القيم والمنافع والمواصفات والوظائف وجودة المنتجات الحالية بالسوق ومقارنتها بتلك المنظومة التي تسعي المؤسسة تنفيذها. تهدف هذه العملية الي بيان أوجه القصور بمنظومة القيم بالمنتجات المنافسة الحالية ومساعدة المؤسسة لابتكار منتجات بمنظومة قيم ومنافع فريدة تلبي رغبات المستهلكين بصوره أفضل. يجب أن يتناسب منتجك مع عروض القيمة الفريدة التي يريدها العملاء، وأن تتميز منافع وفوائد منتجك عن المنافسين. العوامل التي تؤثر على منظومة القيم للمنتجات هي تشمل التكنولوجيا المستخدمة، وقوى السوق، واحتياجات العملاء، والمهارات الريادية لابتكار منتجات وحلول فريدة يقبل عليها المستهلكين. تقودك نتائج هذا التقييم إلى تحديد منظومة القيم التي يتمتع بها منتجك دون غيره بالسوق والتي يقبلها المستهلكون وتدعم تنفيذ أهداف المؤسسة التسويقية والمبيعات.
حدد أهداف المبيعات والتسويق
تبدأ المؤسسة دورة التخطيط من خلال تحديد أهداف التسويق والمبيعات، مثل كمية وقيمة المبيعات السنوية، وحصة السوق المستهدفة، ومعدل النمو السنوي في المبيعات، والموقف التنافسي، وعدد العملاء المُكتَشفين، ومعامل الاحتفاظ والنمو بالعملاء. تتمثل أهمية تحديد الأهداف في تمكين المؤسسة من التركيز على الهدف وطريقة التنفيذ وقيادة فرق العمل وتحفيزهم وتقييم الأداء وفقا لتلك الأهداف وذلك باستخدام أكفاء للموارد المتاحة. يجب أن تكون تلك الأهداف “سمارت” أي بسيطة وقابلة للقياس والتنفيذ وواقعية ولها مدي زمني محدد للتنفيذ، وذلك ليسهل تتبعها وقياس الأداء والتقييم. كما يجب أن تتسق أهداف التسويق والمبيعات هذه مع الأهداف المحددة في استراتيجية المؤسسة.
ركز على عرض القيمة لمنتجك
يوضح عرض القيمة للمنتج الفوائد التي يحصل عليها العملاء عند استخدامهم للمنتج، كما تميز هذه المنافع الفريدة منتج معين عن الآخرين وتساعد على كسب المزيد من العملاء. المنافع النسبية لمنتج مؤسستك هي تتوافر في منتجك وقد لا تتوافر بمنتجات المنافسين ويمكن اعتبارها مزايا نسبية للمؤسسة إذا ما توفرت فيها بعض الشروط، مثل أن تكون الميزة النسبية ذات قيمة، ونادرة، ويصعب تقليدها أو استنساخها، قد تكون بشكل جودة عالية، أو منفعة، أو وظيفة فريدة، أو سعر منخفض، أو منفذ توزيعي مبتكر، ومريح للمستهلكين. تعزز هذه القيم المزايا النسبية للمؤسسة وتقوي من موقفها التنافسي وتساعد على تحقيق أهداف المبيعات. كما تأتي عروض القيمة من المزايا النسبية التي تمتلكها المؤسسة ومن بحوث السوق وفهم العملاء والسوق. تقدم تلك القيم حلاً فريدًا لمشكلة ملحة قد يواجها العملاء وتفسر لماذا يشتري العملاء منتجًا معينًا من مجموعة كبيرة من المنتجات في السوق. من الأهمية بمكان لنجاح المؤسسة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية تحديد المنتج المناسب والعروض القيمة التي يرغب العملاء في شرائها.
حدد السوق والفئة المستهدفة
تحدد المؤسسة العملاء المستهدفين والسوق بمرحلة مبكرة عند العثور على فكرة المشروع ومن خلال إجراء بحوث السوق. الأسواق هي متعددة ويصعب على أي مؤسسة استهداف كل الأسواق في آن واحد، لذا تسعي كل مؤسسة إلى التركيز على سوق محدد الذي يحقق لها جدوى تسويقيه وفنيه وماليه أفضل من الأسواق الأخرى. تدرس الأسواق عبر تحليل مكوناتها من حيث المستهلكين، والمنافسين، والمزيج التسويقي، وحجم السوق، وخصائصه، ومؤثراته، بغية تحديد استراتيجية التسويق والمبيعات المناسبة للمؤسسة واستهداف فئة المستهلكين الأكثر جدوى للمؤسسة. تحدد المؤسسة السوق المستهدف والفئة المستهدفة بناء على دراسة السوق وتجزئته الي فئات من المستهلكين تشترك كل فئة منه في خصائص ورغبات مشتركه للطلب علي منتج معين.
حدد الموقف التنافسي لمؤسستك
إنه يتضمن دراسة وتحديد الموقف التنافسي للمؤسسة في السوق، كما يشير الموقف التنافسي إلى كيف ينظر المستهلكون المستهدفون إلى منتجات المؤسسة وجودتها وأسعار بيعها وعلامتها التجارية مقارنةً بالعروض التنافسية في السوق. إن تحديد الموقف التنافسي للمؤسسة هو خيار استراتيجي تتخذه المؤسسة للتنافس في السوق ويحدد جودة المنتج وتكلفتها وطريقة توزيعها وترويجها وسعر بيعها. إن أفضل طريقة لتحديد الموقف التنافسي للمؤسسة في السوق هو دراسة السوق، والتقييم الداخلي للمؤسسة، وتحديد الفرص، واعتماد أهداف البيع. يتألف الموقف التنافسي لأي مؤسسة بالسوق من المزايا النسبية أو التنافسية التي تمتلكها المؤسسة، مثل انخفاض الأسعار، والقيم الفريدة للمنتج، وقنوات التوزيع المبتكرة، والمبيعات العالية، والاسم التجاري القوي وغيرها. كما تبين مصفوفة الموقف التنافسي للمؤسسة كل من عناصر المنافسة، مثل السعر والجودة، وتوزيع المؤسسة والمنافسين وفقا لإحداثياتهم لعناصر المنافسة المذكورة.
إعادة تعريف المزيج التسويقي
وفقا لدراسات السوق والتقييمات أعلاه، تجري المؤسسة تعديلات على المزيج التسويقي المستهدف ليصبح أكثر ملائمة للفئة المستفيدة، والذي يشمل السعر، والمنتج، والترويج، وقنوات التوزيع، والموارد البشرية، والأنشطة، والأصول.
ركز على نقطة البيع الفريدة (USP)
هي عبارة عن وثيقة رسمية تقرها المؤسسة ويستخدمها المسوقون بالمؤسسة لترويج المؤسسة ومنتجاتها وخدماتها وتحقيق مبيعات، وتتضمن تفاصيل محددة بشأن الخصائص الفريدة في عروض المؤسسة وتشمل القيم، والمزايا، والأسعار المنخفضة، والجودة العالية، والانتشار العالي، وقنوات التوزيع المبتكرة. تسمح نقاط البيع الفريدة هذه على دعم مبيعات المؤسسة، وتعزيز موقفها التنافسي، وعثورها على عملاء جدد، والمحافظة عليهم، وزيادتهم، وتمكين المؤسسة من الازدهار والتميز عن المنافسين.
استثمر في تكنولوجيا متطورة
تنقسم تكنولوجيا الأعمال بالمؤسسات الصناعية إلى نوعين رئيسين من التكنولوجيا وهما تكنولوجيا الإنتاج والتقنيات الرقمية. للتكنولوجيا تأثير كبير على نجاح المؤسسات في أعمالها وتساعدها على تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية. تتضمن التكنولوجيا الرقمية جمع المعلومات وتحليلها وتخزينها ونقلها إلى أصحاب المصلحة وتشمل أجهزة الكمبيوتر والتطبيقات الالكترونية وتشغيلهم عبر خدمة الإنترنت. تلعب التكنولوجيا دورًاً مهمًاً في تعزيز تجربة العملاء، وتحسين القدرات المؤسسية بالتواصل والمبيعات والترويج والقنوات والتشغيل وإنتاجية الموظفين وتطوير الأداء المالي. تشمل تحسين تجربة العملاء كل من اكتشاف عملاء، والمحافظة عليهم، وزيادتهم، وابتكار حلول فريدة لمشاكل قوية، وتقديم عروض ذات قيمة عالية للمستهلكين، وتمكين التواصل بالمستهلكين وتمكينهم من تجربة المنتجات وفحصها قبل الشراء. بينما تشمل تطوير القدرات المؤسسية كل من التواصل الفعّال، وجمع المعلومات، وتحليلها، وقياس النتائج، وتطويرها، والتخطيط، وزيادة المبيعات، وتحسين الإنتاجية، وتطوير جودة المنتجات وانعكاس ذلك على تحقيق أرباح وتدفقات نقدية. تشمل الأدوات الرقمية كل من الموقع الإلكتروني، وحسابات التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، والبيع عبر الإنترنت وغيرها، وتتطلب التقنيات الرقمية تدريب العاملين لاكتساب المهارات الرقمية اللازمة للاستفادة من التقنيات الرقمية.
خصص موارد كافية
يتضمن هذا تقدير الموارد المطلوبة للقيام بتنفيذ خطة المبيعات والتسويق، والتي تشمل الموظفين، والمال، والأصول المادية، مثل الآلات والمباني، وغير المادية مثل براءة الاختراع، والاسم التجاري القوي، والحقوق الفكرية. يعتبر بناء قدرات الموظفين عاملاً حاسماً في تحسين أداء الأعمال، ويشمل القيادة والتدريب والإرشاد وتوظيف الموظفين الأكفاء وتحفيزهم وتقييم الأداء والتطوير.
قِس الاداء وطوره
تعكف إدارة المؤسسة في تنفيذ خطة المبيعات والتسويق، وقياس النتائج وتقيمها وتطويرها وذلك وفقا لنظام محدد. كما يتضمن مراجعة أداء المبيعات والتسويق وفقا للأهداف المرسومة ومعالجة أي إخفاقات سواء بتطوير الأداء والقيادة أو تعديل أهداف وأنشطة خطة المبيعات والتسويق لتلائم بصوره أفضل متغيرات ومستجدات السوق، مثل تغيير أذواق المستهلكين، ووضع عروض المنافسة، والمزيج التسويقي وغيرها. تشرف إدارة المؤسسة على تطبيق نظام المراقبة والتحكم متضمنة إعداد التقارير الدورية ومراجعتها بواسطة فرق العمل المعنية، واتخاذ إجراءات لتحسين أداء المبيعات، والتواصل داخليا وخارجيا بنتائج التقييم. كما تضع الإدارة مجموعة من الحوافز لتشجيع فرق العمل على بذل المزيد من الجهود لتحقيق النتائج المرجوة.
ثالثاً- حَسّن الأداء المالي
تهدف الإدارة المالية بالمؤسسة الصناعية إلى تحقيق أرباح وتدفقات نقدية ونمو واستدامة. وتمثل الأهداف المالية، مثل زيادة الربحية والتدفقات النقدية، المؤشرات الكمية للأداء المالي للمؤسسة وكذلك باقي أنشطة المؤسسة مثل التسويق والمبيعات والتشغيل والموارد البشرية. تنشأ المؤسسة قسماً للمحاسبة والمالية، وذلك وفقا للهيكل التنظيمي المعتمد لتسجيل المعاملات المالية، وقياس الربحية، وتحديد التدفقات النقدية، وتقدير صافي قيمة المؤسسة، وقياس مستوي كفاءة التشغيل. لتحقيق كل هذه الأهداف المالية، تعد المؤسسة نظاماً إدارياً ومالياً ينظم أنشطة الحسابات والمالية والتدقيق، وتشمل تعين المؤسسة فريق محاسبي، ومده بالأنظمة المحاسبية المعتمدة والأدوات والتقنيات لتسجيل حسابات المؤسسة وترصيدها، وإعداد التقارير المالية مثل قائمة الدخل والميزانية العمومية وكشف التدفقات النقدية والتأكد من دقتها. إلى جانب ذلك، تستخدم المؤسسات التطبيقات الإلكترونية للمساعدة في تنفيذ النظام المحاسبي، وتسجيل المعاملات المالية، وترصيدها، وهذه البرامج متاحة على نطاق واسع عبر الإنترنت ويتم بيعها بأسعار مناسبة. فيما يلي خطوات لإدارة الأداء المالي بالمؤسسة:
حدد الأهداف المالية
لتطوير الأداء المالي، تحدد المؤسسة الأهداف المالية السنوية المستقبلية بما في ذلك الإيرادات وتكاليف الإنتاج والمصاريف العامة وصافي الأرباح والنفقات الاستثمارية والتدفقات النقدية، وتنبثق تلك الأهداف من رؤية ورسالة المؤسسة وتصاغ في خطتها الاستراتيجية والخطط الإدارية والمالية وعادة ما يتم التنبؤ بها طوال حياة المشروع لتقدير جدوى المشروع المالية. تتمثل أهمية الأهداف المالية في أنها تمكن المؤسسة من قياس أداء المؤسسة وتقييم الجدوى المالية وتركيز جهود المؤسسة في تنفيذ الانشطة. تعد المؤسسة أهدافها بصورة بسيطة وقابلة للقياس ويمكن تحقيقها وواقعية وقابلة للتحقيق في إطار زمني محدد.
استهدف ما بعد نقطة التعادل
تقيس نقطة التعادل كمية وقيمة المبيعات التي عندها فقط لا تحقق المؤسسة أي ربح أو خسارة وتبدء المؤسسة في تحقيق الأرباح بعد هذا المستوي من المبيعات، ويمكن حساب نقطة التعادل عن طريق الرسم البياني لدالة المبيعات أو الإيرادات والتكاليف للمؤسسة، وكذلك عبر تطبيق صيغة حسابية محددة (حاصل قسمة التكاليف الثابتة السنوية على مجمل الربح). تكمن أهمية نقطة التعادل لأي مؤسسة في تحديد الحد الأدنى للمبيعات ككمية أو قيمة التي عندها فقط تبدأ المؤسسة في تحقيق أرباح، وكذلك في التحقق من قدرات المؤسسة في تحقيق مبيعات التعادل. ويمكن لإدارة المؤسسة أن تقدر مستوي المخاطرة التجارية والاستثمارية فيها وفقا لمؤشر نقطة التعادل، حيث إن ارتفاع قيمة أو كمية مبيعات نقطة التعادل يدلل على ارتفاع عامل المخاطرة بالمؤسسة. تشمل العوامل المؤثرة في تحليل نقطة التعادل كل من أسعار البيع، والمبيعات، والتكاليف الثابتة السنوية، والتكاليف المتغيرة السنوية، ومعدل مجمل الربح، والإنتاجية، والكفاءة التشغيلية، وتكنولوجيا التصنيع، وعوامل السوق. كلما انخفضت نقطة التعادل ككمية أو قيمة مبيعات للمؤسسة، كلما أصبحت المؤسسة أكثر جاذبية للاستثمار ويمكن تخفيض نقطة التعادل عبر خفض التكاليف الثابتة السنوية، وزيادة معدل مجمل الربح، وزيادة المبيعات.
قدر تكلفة المنتج
تستخدم المؤسسات نظام محاسبي معتمد لحساب المصاريف المباشرة، وغير المباشرة، والنفقات الرأسمالية، والايرادات، وتقدير تكلفة المنتج، وقياس الربحية، والتدفقات النقدية، والمركز المالي. كما تستخدم المؤسسات الصناعية نظام محاسبة التكاليف وبمعاونة التطبيقات المحاسبية الإلكترونية لحساب تكلفة المنتجات. تقدر المؤسسة تكلفة منتجاتها لتتمكن من التسعير السليم وتحقيق أرباح.
تنبأ النتائج المالية
تتضمن التنبؤات المالية كل من التنبؤ بقائمة الدخل والميزانية العمومية والتدفق النقدي السنوي ولمدة زمنية محددة (مثلاً ١-٥ سنوات). تتنبأ المؤسسة بقائمة الدخل بنهاية السنة المالية التشغيلية من خلال التنبؤ بالإيرادات والمصاريف وصافي الربح أو الخسارة لنفس المدة، وكذلك تتنبأ المؤسسة بالميزانية العمومية من خلال التنبؤ في صافي رأس المال العامل والأصول الثابتة والقروض وصافي حقوق الملكية بنهاية السنة التشغيلية. كما تتضمن التدفقات النقدية المتوقعة التنبؤ بالتدفقات النقدية التشغيلية ومن الاستثمار والتمويل وحقوق الملكية. تكمن أهمية التنبؤ بالبيانات المالية في تقدير صافي الربح أو الخسارة للمؤسسة في نهاية السنة التشغيلية القادمة وتقدير صافي قيمة المؤسسة وتقدير السيولة بالمؤسسة خلال نفس المدة، علاوة على قياس جدوى المشروع.
عُدّ تقارير مالية دورية
من الأهمية بمكان قيام أدارة المؤسسة الصناعية في تقييم المخزون وإعداد القوائم المالية بنهاية كل شهر، حيث سيساعد هذا الإجراء على قياس وتقيم الأداء المالي والتحكم فيه وتحسينه بصفة شهرية منتظمة. لإعداد المركز المالي للمؤسسة والتقارير المالية الشهرية، تعد وتنفذ إدارة المؤسسة نظاماً محاسبياً ويتم بموجبة جرد ومراجعة مخزون نهاية المدة بنهاية كل شهر، وتسجيل كافة المعاملات المحاسبية والتسويات المالية والترصيد والمراجعة، وإعداد ميزان المراجعة، وبيان الدخل، والميزانية العمومية، وكشف التدفقات النقدية. ستستفيد الإدارة من تلك التقارير المالية عبر مراجعتها مع الأهداف المالية للمؤسسة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الربحية والتدفقات النقدية.
حسن الربحية والتدفقات النقدية
صافي الربح هو فائض الإيرادات بعد تغطية جميع المصاريف خلال العام، وتسعي المؤسسات عموما لابتكار حلول يريدها المستهلكون، وتحفيز الإيرادات، والترشيد بالمصاريف والنفقات الرأسمالية، بغية تحقيق أكبر قدر ممكن من صوافي الأرباح. إن أبسط طريقة لتحسين الربحية هي زيادة المبيعات وترشيد المصاريف، كما يستخدم المستثمرون عادة النسب المالية مثل نسبة مجمل الربح ونسبة صافي الربح التشغيلي ونسبة صافي الأرباح للتقييم والتحقق من الربحية.
يوضح كشف التدفقات النقدية حركة النقد الداخلة والخارجة عن المؤسسة خلال مثلا عام تشغيلي، وتقسم تلك التدفقات الي تدفقات تشغيليه وهي تلك التدفقات المتعلقة بقائمة الدخل النقدي وصافي رأس المال العامل، والتدفقات النقدية من الاستثمار وهي تلك التدفقات المتعلقة بالاستثمار بالأصول الثابتة والاستثمارات، والتدفقات النقدية من القروض، والتدفقات النقدية من حقوق الملكية. يمكن تحسين فوائض التدفقات النقدية بالمؤسسة الصناعية عبر تحسين الربحية، وخفض الائتمان الممنوح للعملاء، وكذلك خفض رصيد المخزون، وزيادة مدة الائتمان لسداد الدائنين، وخفض الإنفاق عموما وزيادة الإنتاجية والتشغيل، وتلبية احتياجات العملاء.
عُدّ الميزانية النقدية
أنها تتضمن تقدير التدفقات النقدية الداخلة والخارجة عن المؤسسة والتمويل خلال مدة محددة مثلا عام تشغيلي. يوضح كشف التدفقات النقدية كل من مصادر واستخدامات النقد، وتشمل مصادر النقد الإيرادات النقدية، وصافي الأرباح النقدية، وتسييل صافي رأس المال العامل، وبيع الأصول الثابتة والاستثمارات، وأخذ القروض، وزيادة حقوق الملكية أو رأس المال. في حين أن الاستخدامات النقدية تشمل المصاريف التشغيلية والرأسمالية، وشراء المواد، وزيادة رأس المال العامل والاستثمارات، وسداد القروض، وتوزيعات أرباح على الأسهم، وشراء أسهم المؤسسة. بعد تخطيط التدفقات النقدية الداخلة والخارجة، يتم تقدير الفوائض والعجوزات التي تتطلب تمويل إضافي. تكمن أهمية إعداد ميزانية نقدية للمؤسسة في تركيز الجهود على تحقيق الأهداف النقدية والتحكم بالتدفقات النقدية.
خفض تكلفة التمويل
التمويل هي عملية حصول المؤسسة على نقد لسداد التزامات مالية. كما إن حصول أي مؤسسة على مال خاصة من خارج المؤسسة يعد مهمة مليئة بالتحديات ويعتمد على ربحية المؤسسة، وقدرتها على الوفاء بسداد القروض، وملائتها المالية، ودرجة مخاطر الائتمان. تحصل المؤسسات على المال داخليًا عبر مثلا مدخرات مالك أو ملاك المؤسسة، وعملهم المجاني في إدارة المؤسسة، ومن الأرباح، والاستفادة من الائتمان الممنوح للمؤسسة للسداد من الدائنين، وخارجياً من خلال القروض، وتأجير الأصول بدلا من شرائها، وبيع أسهم المؤسسة على المستثمرين، والهبات. يعتمد التمويل الداخلي على كفاءة وربحية المؤسسة، بينما يعتمد التمويل الخارجي على توقعات الربحية، والنمو، ومستوي المخاطرة، وضمان سداد القروض، والالتزامات الأخرى. تقدر المؤسسة احتياجاتها من المال وتقييم خيارات التمويل المتاحة قبل اتخاذ قرار التمويل، وينطوي هذا التخطيط المالي على التنبؤات، وجدولة استلام الأموال المطلوبة، وتحديد أولويات الأموال لسداد النفقات التشغيلية والرأسمالية المستقبلية، وتمكن هذه العمليات على تحسين إمكانية حصول المؤسسة على المال وبالوقت المطلوب وضمن التكلفة المقبولة للمال.
رابعاً- حَسّن أداء العمليات
تشكل إدارة الإنتاج والجودة والمخزون أنشطة التشغيل الأساسية بأي مصنع، وإن زيادة الكفاءة والإنتاجية هي الهدف النهائي لتحسين التشغيل وإدارة العمليات. تتضمن إدارة العمليات في المصنع كل من الأنشطة المتعلقة بتشغيل تكنولوجيا التصنيع، وإعداد وتنفيذ نظام التشغيل، وجدولة الإنتاج، وضمان جودة المنتج، ومناولة المخزون، وتصنيع الطلبات حسب متطلبات العميل، وقياس الأداء، وتطويره. وبمساعدة تقنيات ومرافق الإنتاج، تستطيع إدارة المصنع تحسين القدرات الإنتاجية وتصنيع منتجات ذات جودة عالية وخالية من العيوب ووفقا لمتطلبات المستهلكين. تعد تكنولوجيا التصنيع المتقدمة مهمة لأي مصنع كونها تساهم وبقوة في مكننة الإنتاج، وتقليل مساهمة القوى العاملة في الإنتاج، والاستفادة من فوائض وفورات الإنتاج الكبير، وخفض تكلفة المنتجات، وتقليص مهلة التوريد للسوق، والقضاء على الفاقد، وضمان الجودة، وتحقيق رضا المستهلكين. فيما يلي بعض الخطوات المهمة لتحسين كفاءة وإنتاجية التشغيل:
حدد الأهداف التشغيلية
إنها عملية تحديد الأهداف السنوية لكل من كمية الإنتاج، وتكلفة المنتجات، ومستوى الإنتاجية، ونسبة تشغيل الطاقات التصميمية، ودرجة الكفاءة التشغيلية، وجودة العمليات والمنتجات، والقضاء على الفاقد. تكمن أهمية تحديد الأهداف التشغيلية في تمكين المصنع من قياس أدائه، وتقييم كفاءته، وتركيز الأنشطة والموارد في تحقيق أهداف محددة.
حسن الكفاءة التشغيلية
يعني مصطلح الكفاءة التشغيلية القدرة على تحقيق أكبر كمية إنتاج مجودة ومباعة نسبة للموارد البشرية والمالية والأصول والوقت المتاح. يمكن الحكم علي كفاءة التشغيل لأي مصنع وفقا للأهداف التشغيلية ومعايير الأداء المعتمدة للقطاع. تشرح الكفاءة التشغيلية كميات الإنتاج المتزايدة، وجودتها، ونسبة التشغيل للطاقات الإنتاجية، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وكفاءة الإدارة. فمثلا تحدد أهداف الكفاءة التشغيلية إدارة المصنع لزيادة نسبة استخدام الطاقات الإنتاجية المتاحة بالمصنع ولتصل مثلا الي ما يفوق عن 90٪. تكمن أهمية زيادة الكفاءة التشغيلية للمصنع في خفض كلفة المنتجات وتعزيز الموقف التنافسي للمؤسسة والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة. تتطلب زيادة الكفاءة التشغيلية كل من تحسين إنتاجية الموظفين، واعتماد نظام تشغيلي عالي الكفاءة، وتوظيف تكنولوجيا تصنيع ذكية بالعمليات التصنيعية، وموارد بشرية وماليه كفؤه، وعمليات إنتاج متقنة، إضافة الي تلبية احتياجات العملاء المتعلقة بجودة المنتج والاسعار والتوزيع.
حسن الإنتاجية
إنها تعني عملية زيادة حصة الموظف من الإنتاج السنوي للمؤسسة، وتكمن أهميتها في الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة والطاقات الإنتاجية، خفض كلفة المنتجات، وزيادة الربحية، وزيادة الكفاءة التشغيلية، وتعزيز الوضع التنافسي للمؤسسة. وتشمل التكتيكات المحتملة لزيادة الإنتاجية في المؤسسة كل من القيادة الفذة، وتدريب وتحفيز الموظفين، والاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، وتنظيم الموظفين وتصميم الوظائف وتعين الموظفين الاكفاء، وخلق منتجات وعروض تسويقية مبتكرة وفريدة، والوفاء بمتطلبات المستهلكين، وتحفيز المبيعات.
استفد من ثورة التكنولوجيا الرقمية
إنها تعني الاستثمار بتكنولوجيا تصنيع ومعلومات متقدمة لإدارة أنشطة المؤسسة وتحقيق رضا عملاء عالي للمستهلكين، وتشمل المكائن، والأنظمة التشغيلية، وأنظمة الكمبيوتر وتطبيقاتها وربطها بخدمة الانترنت. تُمكن تكنولوجيا التصنيع والمعلومات المؤسسة من تحقيق أهداف كثيرة منها تحسين تجربة العملاء، وزيادة القدرات المؤسسية، وابتكار حلول وقيم فريدة. يمكن تحسين تجربة العملاء عبر تطوير عملاء، والتواصل الفعال معهم، وتعريفهم بالمزيج التسويقي للمؤسسة، وتمكينهم من تجربة عروض البيع واختبارها قبل الشراء، والبيع عبر الانترنت، وتحقيق أعلي مستوي من الرضا للعملاء. كما تساعد التكنولوجيا في زيادة القدرات المؤسسية عبر تحسين فرص التواصل الفعال، والتخطيط، وتدريب الموظفين، وتمكين أداء الأنشطة، وإعداد التقارير، وتقييم الأداء، وإعداد بحوث السوق، وتحليل المعلومات داخل المؤسسة وخارجها، واتخاذ قرارات فعالة لتحسين الإنتاجية والكفاءة التشغيلية وزيادة المبيعات والربحية. كما تمكن تكنولوجيا الإنتاج والمعلومات في جمع معلومات عن السوق، وتحليلها، وخلق منتجات ذات مواصفات ووظائف فريدة، وابتكار مزيج تسويقي يقبله المستهلكين ويطلبه بشغف. علاوة على ذلك، تمكن تكنولوجيا الإنتاج والمعلومات المؤسسة من زيادة الإنتاجية، والكفاءة التشغيلية، وزيادة المبيعات، وخفض كلفة المنتجات، وزيادة الربحية. فمثلا ستمكن المكننة العالية التي توفرها تكنولوجيا التصنيع إدارة المصنع من بلوغ كميات إنتاج مباعة ضخمة، وتحقيق وفورات ناجمة عن الإنتاج الكبير، وتقليل العناصر البشرية، وخفض كلفة المنتجات، وتجويد المنتجات، وتخصيص منتجات تناسب أذواق ومتطلبات المستهلكين، وتمكين ذكاء التصنيع والمنتجات، وتسريع التوريد للسوق، وتمكين التواصل الفعال مع المستهلكين.
حسن الجودة
الجودة هي المواصفات الفنية والمقاييس والميزات لمنتج أو خدمة المطابقة للمعايير التي يفرضها العملاء وأجهزة المواصفات والمقاييس الرسمية. تكمن أهمية جودة المنتجات في دعم جهود المؤسسة في خلق عناصر بيع جذابه للمزيج التسويقي للمؤسسة، وخلق مزايا نسبية وقيم ومنافع يريدها العملاء، وفرض أسعار تنافسية، ودعم نمو المبيعات والسيطرة على الأسواق، وتحقيق أرباح، وخفض كلفة المنتجات، وتقليل الفاقد، وتحسين السمعة والولاء للعلامة التجارية للمؤسسة. تتضمن أساليب تحسين الجودة إعداد وتنفيذ نظام متكامل للجودة شاملة، وإعداد خطة الجودة، وتأمين موارد كافية، والتنفيذ ومراقبة الجودة وتطويرها.
حسن سلاسل التوريد والمخزون
إنها عمليات مهمة لتصنيع المنتجات وتنفيذ جودة المنتجات في أي مؤسسة صناعية. يعتبر المخزون أحد المكونات الرئيسية لرأس المال العامل بأي مؤسسة صناعية، وتدير المؤسسة المخزون لتلبية الطلب الداخلي للتصنيع والسوق وخفض تكلفته والمحافظة على جودته. لكل مخزون كلفة استثماريه تتمثل بتكلفة المخزون من مواد خام ومنتجات تامة الصنع، ومصاريف إدارية تتمثل بمصاريف موقع المخزن، وتجهيزه، والإنارة، والعمالة والتالف وغيرها. وفقا لفلسفة التصنيع الحديثة “Lean Production”، يُنظر إلى المخزون عموما على أنه فاقد مالم يقترن المخزون بخطط توريد فورية للعملاء، كما تحمل معظم المؤسسات مخزونًا كافيًا لتلبية الطلب على منتجاتها يكفي لمدة قد تصل الي 45 يومًا. إن العوامل المؤثرة في كمية وكلفة المخزون المنقول هي تشمل رأس المال المستثمر، والموارد التخزينية المتاحة من عماله ومال ومخزن مجهز، وطبيعة المنتج التام الصنع، وعوامل السوق، والأهداف والخطط التشغيلية، وسلاسل التوريد المتاحة، وطبيعة المواد الخام، والتكنولوجيا التصنيعية المستخدمة بالتصنيع والتخزين. يلعب المخزون دوراً رئيسياً في جودة المنتجات المصنعة، وتكلفتها، وأسعار بيعها، وكمية المبيعات، والأرباح، وكذلك في تحديد الموقف التنافسي للمؤسسة والصورة الذهنية للعملاء عن المؤسسة ومنتجاتها. وإن أفضل طريقة لتحسين إدارة المخزون ودعم جودته ومساهمته في تحقيق أهداف المؤسسة للمبيعات والتصنيع هي التخطيط لكمية وكلفة المخزون وفقا لخطط التوريد للسوق والإنتاج.
حلل الأداء التشغيلي
إنها عملية مستمرة لقياس الأداء التشغيلي وتقيمه وتطويره، وتتضمن تحليل بيانات عن نسبة التشغيل للمصنع، وكميات الإنتاج، وتكاليف التصنيع، وكلفة المنتجات، وإنتاجية الموظف، ونسب الكفاءة التشغيلية، ومستوى رضا العملاء، وكفاءة سلاسل التوريد والمخزون، وكلف الفاقد، وجودة المنتجات وثباتها. تستخدم المؤسسة الصناعية الأهداف والمؤشرات المعتمدة في القطاع لتقييم البيانات التشغيلية فيها والحكم عليها، على سبيل المثال تُقيم المؤسسة إنتاجية الموظف فيها البالغة 70 قطعة/موظف/وردية من خلال مقارنة ذلك مع مؤشر الأداء المعتمد في القطاع لإنتاجية الموظف البالغ مثلا 100 وحدة لكل موظف لكل وردية عمل. من المفيد تحليل الأداء التشغيلي اسبوعيا أو شهريًا لقياس الأداء واتخاذ الإجراءات الكفيلة لتحسين كفاءة وجودة المخرجات. تكمن أهمية تحليل الأداء التشغيلي في تحسين الإنتاجية والكفاءة التشغيلية وتحقيق الأهداف التشغيلية.
خامساً- اجعل الابتكار هدفك
يعتبر الابتكار عملية إبداعية وتجعل الأفكار الجديدة مفيدة، وتستخدم المؤسسة الصناعية عمليات الابتكار بهدف تطوير العمليات الداخلية، مثل التصنيع، وتطوير الجودة، ومراقبة المخزون، والأنشطة التسويقية والمبيعات، وانتاجية الموظفين، والأداء المالي والتمويل، وبيئة العمل، وقياس الأداء، وإنشاء قيم فريدة، وتلبية رغبات العملاء. تُعرّف مجموعة بوسطن الاستشارية الابتكار في الأعمال على أنه المعرفة الفريدة، وتخصيص الموارد الكافية، وتحمل المخاطر، والتركيز على احتياجات العملاء. يمكن أن يجلب الابتكار العديد من الفوائد للمؤسسات مثل زيادة حصتها في السوق والمبيعات، وخفض تكلفة المنتجات وأسعار بيعها، وخلق مزايا نسبية وتنافسية، وزيادة الأرباح. يمكن أن يكون الابتكار جزئي مثل تحسين وظائف أو ميزات المنتج، أو شامل مثل صناعة منتجًا جديدًا وفريدا، كما يمكن وصف الابتكار بانه مربكا للسوق إذا ما أدي الي خلق سوق جديد، أو تطوير عملاء جدد، أو ابتكار منتجًا ذو قيمه عالية، ويباع بسعر مخفض، أو كل ذلك.
هناك العديد من المنهجيات والممارسات التي تؤدي إلى خلق قيم مبتكرة وفريده يقبل عليها العملاء بشغف بما في ذلك تصميم نظام لإدارة الابتكار وتقنية “Kaizen”، والبحوث التطبيقية، وريادة الأعمال، والاستفادة من الممارسات الناجحة. تستهدف المؤسسة الصناعية الابتكار عبر إعداد نظام إداري للابتكار الذي يتضمن السياسات والإجراءات والتعليمات لتشجيع الأفكار والأنشطة المبتكرة، وكذلك استقطاب موظفين أكفاء وتخصيص وظائف في الهيكل التنظيمي تقوم بمهام الابتكار بالمؤسسة، وتخصيص ميزانية، وتشجيع تدفق الأفكار الإبداعية من داخل وخارج المؤسسة، والقيادة الفذة. كما تمارس المؤسسات الابتكار كذلك عبر منهجية ريادة الأعمال والتي هي طريقة تفكير تضع السوق والمستهلك في مركز اهتماماتها وتركز على خلق قيم فريدة يريدها العملاء. وتوجد مدارس وممارسات متعددة في مجال ريادة الأعمال للابتكار مثل التفكير التصميمي “Design Thinking”، وريادة الاعمال الانسيابية “Lean Start-up”، و “Google SPRINT”، ونموذج العمل “Canvas”، وطريقة النمو السريع “Growth Hacking”، ووظائف المنتج ”Product’s Role”. أما منهجية المعايير المعتمدة للقطاع ودراسة التجارب الناجحة فهي شائعة التطبيق بالمؤسسات وتركز على وضع المعايير الناجحة في خطط المصانع والتي على أساسها تقييم المؤسسة تقدمها وإنجازاتها.
سادساً- إدارة بيئة العمل المؤسسية والأخلاق والاستدامة
لا يمكن لأي مؤسسة أن تنجح وتستمر ما لم تخلق بيئة عمل إيجابية وأن تكون صادقة ومؤثرة في دعم رفاهية الإنسان وحماية البيئة وتحقيق أرباح أو تدبير تمويل كافي لاستمرارية المؤسسة، وكذلك بناء منظومة المعايير الأخلاقية والممارسات المهنية، وعليه تلعب كل من بيئة العمل ومنظومة القيم والممارسات المهنية دوراً محورياً في استدامة المشروع وتحقيق نجاحات كبيرة في المبيعات والتشغيل والأرباح والنمو فيه. لذا يحتاج مالك المؤسسة الاعتناء بهذه الجوانب وبناء هذه القيم والمعايير المهمة وبيئة العمل قبل بناء المؤسسة. تفرض منظومة القيم والمعاير وبيئة العمل الايجابية بالمؤسسة علامة تجارية وسمعه قوية للمؤسسة بالسوق، وترضي متطلبات أصحاب المصلحة، وتحقق الاستدامة.
حسن بيئة العمل المؤسسية
تتألف بيئة العمل في أي مؤسسة من القيم والأعراف والعادات والممارسات والسلوكيات لموظفي المؤسسة، وتصف بيئة العمل كيفية تفاعل الموظفين مع زملائهم ومع أصحاب المصلحة الخارجيين، وتشير إلى معتقدات وسلوكيات الموظفين عند إجراء المعاملات الإدارية. تتشكل بيئة العمل المؤسسي بمرور الوقت من السمات، والسلوكيات، والقرارات، والإنجازات، والحكايات التراكمية للمالكين والموظفين بالمؤسسة. تصف بيئة العمل الطرق التي يفكر بها ملاك المؤسسة وموظفوها وكيف يشعرون ويتصرفون. يوثر مالك المؤسسة الناشئة تأثيراً كبيراً في تشكيل بيئة العمل من خلال قيمه وممارساته وأخلاقه وقراراته. غالبًا ما تكون بيئة العمل المؤسسية ضمنية وغير مكتوبة بشكل صريح، وتظهر المعتقدات والقيم المشار إليها في مهمة المؤسسة، ويمكن أن تنعكس هذه البيئة المؤسسية على العلامة، والاسم التجاري، والصورة الذهنية للمؤسسة ككل. تعتبر بيئة العمل مهمة للغاية في نجاح المؤسسات الصغيرة كونها تؤثر في بناء بيئة عمل محفزة للعمل، وتساعد على التزام الموظفين وإنتاجيتهم وولائهم للعمل، وتشجع على ثقافة العمل الجماعي والمشاركة، ودعم تلبية متطلبات العملاء وباقي أصحاب المصلحة بالمؤسسة، وكذلك تشجع أصحاب المصلحة للتعامل مع المؤسسة، كما أن بيئة العمل السلبية قد تمنع نمو المؤسسة واستدامتها وقد تؤدي إلى فشلها.
إنشر أخلاقيات العمل
أخلاقيات العمل هي القيم والمعتقدات والمبادئ التي تؤمن بها إدارة المؤسسة والعاملين فيها عند اتخاذ القرارات، وهي عبارة عن القرارات والسلوكيات والمواقف والأفكار العادلة والنزيهة والقانونية. توصف المؤسسة بأنها أخلاقية عندما توسم قراراتها بأنها عادلة ونزيهة من قبل أصحاب المصلحة. فمثلا يصبح قرار المؤسسة غير أخلاقي عندما توظف الأطفال وتمنحهم مكافأة أقل من الحد الأدنى للأجور، في حين أن المؤسسة تعتبر أخلاقية عندما توظف الأشخاص المؤهلين وفقا لقانون العمل وتمنح لهم الحد الأدنى للأجور أو أعلى. تَدرس المؤسسات الأخلاقية آثار قراراتها على كل من الناس والبيئة قبل اتخاذ أي قرار، وعليه يجب على المديرين أن يفكروا في آثار قراراتهم على أصحاب المصلحة قبل اتخاذ القرارات من حيث كيف ستفيدهم أو تضرهم. العدالة والنزاهة تعني أن المؤسسة وأصحاب المصلحة هم متساوون بالحقوق والواجبات، وإن قرارات المؤسسة يجب أن تؤكد ذلك وتتأكد من أن قراراتها لا تلحق الضرر في فئة من أصحاب المصلحة دون غيرها، أو تعظيم مصلحة المؤسسة على حساب أصحاب المصلحة. تعتقد بعض المؤسسات أن القرارات الأخلاقية هي مكلفة مالياً وتقلل من الأرباح، الا أن ذلك لا يبدو سليما وقد ثبت ذلك بالتجربة العملية حيث أن المؤسسات الأخلاقية تحصد ولاءاً متزايدا من العملاء ويمكنها من بناء سمعة وصوره ذهنيه قوية لدي الجمهور، كما أن الأنشطة الغير أخلاقية قد تضر بشكل لا يمكن إصلاحه بسمعة ووجود المؤسسة ككل.
حافظ على استدامة المؤسسة
توصف المؤسسة بأنها مستدامة إذا ما استطاعت حماية البيئة والمحافظة عليها، ودعم الناس والاسرة والمجتمع، وتحقيق ربح أو رافد مالي يكفي لتغطية نفقاتها. لذا، يظهر مفهوم الاستدامة مدى تأثير المؤسسة على البيئة والمجتمع والاقتصاد. الأخلاق والاستدامة المؤسسية هما مفهومان مترابطان. تشجع الأخلاق إدارة المؤسسة على اتخاذ قرارات عادلة ونزيهة، وتركز الاستدامة المؤسسية على تأثير هذه القرارات على المؤسسة والبيئة الخارجية. يصف نموذج “Trible-line” استدامة الأعمال في مدي قدرتها على دعم رفاهية الإنسان والمجتمع، وحماية البيئة والموارد الطبيعية، وتحقيق ربح كافٍ من أجل البقاء.
سابعاً- استفد من التصنيع الانسيابي الخالي من الهدر
اعمل بمبادئ التصنيع الانسيابي
التصنيع الانسيابي الخالي من الهدر هي طريقة تصنيعية حديثة تهدف إلى تعظيم الكفاءة التشغيلية، والإنتاجية، والقضاء على الفاقد وبكل أنواعه، وتبعا لذلك تركز هذه المنهجية على تبني أنشطة ذات قيمة مضافة والتخلص من الأنشطة الغير ذات قيمة مضافة أو الزائدة. هذه الفلسفة الانسيابية هي مستمدة من النظام التصنيعي المتبع في شركة تصنيع سيارات تويوتا اليابانية الشهيرة في أوائل التسعينات من القرن الماضي، وتتكون من المبادئ التالية:
المبدأ (1) – فهم قيمة العميل: القيمة هي ما يعتبره العملاء فقط قيمة، وتتضمن المواصفات والميزات والمنافع والوظائف والفوائد التي يوفرها منتج ما للمستهلكين، وكذلك السعر المنخفض، وقنوات التوزيع الأكثر ملائمة لمتطلبات المستهلكين.
المبدأ (2) – تحليل تدفق القيمة: إنها تتعلق بوصف كيفية تصنيع القيمة وتقديمها وبيعها للعملاء، وهي تتضمن دراسة كافة العمليات لتدفق القيمة واختيار فقط الاجراء الذي يضيف قيمة.
المبدأ (3) – التدفق: هو يعني التدفق السلس للعمليات لإنشاء القيم وإيصالها للعميل دون أي انقطاع أو تعطيل، وعلية بدلاً من نقل المنتج من محطة تشغيل إلى أخرى مما يتسبب في إضاعة الوقت والجهد، فإنه يجب أن يتدفق الإنتاج باستمرار دون أي انقطاع وبأسرع وقت ممكن من مصادر مواد الخام إلى السلع النهائية عبر محطات إنتاجية متخصصة ومتصلة مع بعضها البعض.
المبدأ (4) – السحب: بدلاً من إنتاج البضائع لتخزينها، فعلي المصنع الإنتاج لتوريده مباشرة للعملاء، وألا يتم تنفيذ أي أمر تصنيعي ما لم يتم تأكيده من العميل.
المبدأ (5) – التطوير: هي عبارة عن تنفيذ دقيق للمبادئ الأربعة أعلاه وتشجيع تطوير العمليات بشكل مستمر لتحقيق كفاءة إنتاجيه عالية.
يهدف التصنيع الانسيابي إلى التخلص من الفاقد، وتقليل مهلة التوريد، وخفض التكاليف، والمحافظة علي الجودة، وتقليل المخزون، وزيادة معدل دوران المخزون والقدرة الإنتاجية، وتحقيق رضا العملاء.
كُنّ على دراية بأنواع الفاقد
يعرف الفاقد بأنه أي نشاط أو مخرج ليس ذو قيمة مضافة للمؤسسة والعميل، وهي بذلك تشمل أنواع الفاقد التالي:
الإنتاج الفائض: إنتاج أكثر مما يطلبه العميل، أو إنتاجه في وقت أبكر مما يحتاجه العميل.
التأخيرات: هو الوقت الضائع في انتظار وصول المواد والأدوات والمعلومات والمعدات وما إلى ذلك. قد يكون هذا نتيجة لسوء التخطيط، أو تأخر في استلام مواد من الموردين، أو ضعف التواصل، أو الإفراط في تجهيز المعدات، أو عدم انتظام الطلب.
النقل: هو نقل المواد أو المنتجات قيد الإنتاج والمنتجات تامة الصنع أكثر من اللازم بين محطات التشغيل، وعليه يجب تسليم المواد وتخزينها في مكان تصنيعها.
المخزون: تخزين مواد أكثر مما هو مطلوب للتوريد ولأوقات طويلة، هذا يضيع مساحة ثمينة ومال ويتطلب تكاليف تخزين باهظة.
المعالجة: هو بذل جهد أكثر مما ينبغي في الفحص وإعادة العمل. هذا يضيع الوقت والمال، ويجب دمج الجودة في عملية التصنيع بحيث يتم إنتاج الأجزاء بالشكل الصحيح من المرة الأولى.
العيوب: هي الإنتاج المعيب والمرتجع والغير صالح للتوريد. تستهلك تلك العيوب موارد كبيرة وجهد ناتج عن أعادة التشغيل ويجب التخلص منها.
الحركة: هي الحركة الزائدة للعاملين في الحصول على المواد والأدوات، أو انتقاء أجزاء، أو الانتقال من نقطة إلى أخرى، وهذا ينتج من ضعف تخطيط العمل.
تخلص من الفاقد
تقدم طريقة التصنيع الانسيابي مجموعة من الأدوات والممارسات التي تساعد في تحديد الفاقد والتخلص منه بشكل مستمر وفعال، وحينها فقط تتحسن جودة العمليات والمخرجات، ويقل الوقت المستنفذ بالإنتاج والتوريد للسوق، وتقل التكلفة. التفاصيل التالية تمثل بعض الممارسات المهمة للتخلص من الفاقد:
تحديد القيمة: هي تحديد القيم المبتكرة، مثل مواصفات المنتج، ومنافعه، ووظائفه، وميزاته، التي يفرضها العملاء بسبب احتياجاتهم واستعدادهم للشراء.
طريقة “Lean Five S’s” : هي عبارة عن ممارسة مكونة من خمسة أسس لتجويد العمليات الإنتاجية والمخرجات كما يلي:
المكان: يحتفظ فريق التشغيل في أي محطة تشغيلية على المواد والموارد اللازمة لإنتاج وتسليم الطلبية فقط.
البساطة: التركيز على عنصر البساطة في العملية الإنتاجية، والكمية المنتجة المحدودة، والوقت القصير لإنتاج الطلبية، والتكلفة المنخفضة بالإنتاج.
التغطية: التقييم والتحقق السريع من جاهزية الإنتاج، وذلك عبر فحص المستلزمات، وأمر الإنتاج، وجدول التسليم، والموارد المطلوبة، والسياسات والإجراءات … إلخ.
التوحيد القياسي: توحيد العمليات الإنتاجية والتي تشمل عمليات التخطيط والتصنيع والفحص والتوريد، وجعلها عمليات مكتوبة، وثابته، ومكرره بحيث يسهل تنفيذها وتقلل من مخاطر الخطأ.
الاستدامة: هي العمليات المستمرة للتطوير وتشمل التخطط، والتدقيق لضمان الحد من الهدر في الوقت والتكلفة، وتحقيق أعلى جودة ممكنة بالعمليات والمخرجات، والتدريب والتطوير، وزيادة المشاركة بين العاملين والإدارة، والمحافظة على استقلالية الأفراد ومحطاتهم التشغيلية.
أنظمة السحب Kanban””: وهو نظام جدولة ياباني للتصنيع الخالي من الهدر والإنتاج في الوقت المناسب. تتم جدولة عمليات الإنتاج مثل توريد مواد الخام والإنتاج والتسليم لتلبية احتياجات العملاء وبأقل مخزون ممكن.
تدقيق الأخطاء “Poka-Yoke”: إنها تقنية إنتاج يابانية تساعد المشغلين على تجنب الأخطاء. الغرض من هذه الممارسة هو القضاء على عيوب المنتج عن طريق منع أو تصحيح أو لفت الانتباه إلى الأخطاء البشرية عند حدوثها.
الصيانة الإنتاجية الشاملة: هو نظام للحفاظ على سلامة نظم الإنتاج والجودة وتحسينها من خلال صيانة الآلات والمعدات والعمليات ورعاية وتحفيز الموظفين التي تضيف قيمة تجارية للمؤسسة.
القضاء على الوقت الضائع: يعد أسلوبًاً لتقليل الوقت المطلوب لصنع وتسليم الطلبية للعميل وذلك عبر عدة ممارسات منها تبسيط الطلبية وإجراءات تصنيعها وتوريدها.
إعادة تصميم محطات التشغيل: هي عملية تصميم وتخطيط أعمال محطات التشغيل وتدفق الإنتاج والموارد وخطوات العمل وتعليمات الحد من الفاقد.
اذهب لموقع العمل “Lean Jembaا”: هو مصطلح ياباني يعني “اذهب إلى مكان العمل وأجمع الحقائق”. تساعد هذه الممارسة على قضاء وقت مع المكائن والمشغلين بالموقع لجمع معلومات، وفهم أي مشكلة، أو التخطيط أو اتخاذ قرار، ووفقا لهذه القاعدة يعتبر مثلا مشغل الماكينة هو أقدر من غيره بالمصنع في فهم الماكينة وطريقة تشغيلها وحل مشاكلها.
النظام الاجتماعي – التقني: هو تقنية لدمج البشر مع التقنيات التكنولوجية لتحسين الأداء والوصول لأعلي مستويات الكفاءة والإنتاجية، وذلك عبر تطوير أداء العاملين بالتدريب، وتحسين المهارات، والتحفيز، وعبر تطوير تكنولوجيا الأداء وذلك باختيار أفضل للتكنولوجيا التصنيعية وتقنيات المعلومات، وصياغة أنظمة تشغيل فعالة، والتخطيط ومد التكنولوجيا بالمعلومات والمواد والمستلزمات الأخرى المناسبة.
نموذج “Double Diamond”: هو نظام لنموذج عمل ويشمل عمليتين رئيستين هما التصميم وتنفيذ الأنشطة. في جزء التصميم، تمارس المؤسسة المصنعة أنشطة التصميم قبل الوصول للتصميم المطلوبة، مثل البحث، والاكتشاف، والاختيار والتصميم، وفي شق تنفيذ الأنشطة، تقوم المؤسسة المصنعة بتنفيذ التصميم وتطوير القيم وتوريدها للعميل.
التطوير المستمر “Kaizen”: إنه مصطلح ياباني وهو ممارسة للتحسين المستمر لجودة العمليات والمخرجات وإدارة التغيير، وتعتمد على مشاركة فرق العمل واقتراح المشاكل والحلول ومناقشتها وتجريبها وصولا لتحقيق تطوير مستمر.
كملاحظة أخيرة، من الضروري تطبيق طريقة التصنيع الانسيابية كونها تؤدي لخفض الفاقد وخفض التكاليف وزيادة الجودة وتلبية احتياجات العملاء.
المؤلف: منذر عبدالرحمن الداود- خبير صناعي
هذا المقال مقتبس من كتابنا: دليلك لإنشاء مصنع
https://growenterprise.us20.list للتسجيل في نشرتنا الدورية
https://growenterprise.co.uk/ للتواصل بنا
